وقال الإمام أحمد: حدّثنا أمية بن خالد قال: سمعتُ شعبة يقول: قال خالد الحذَّاء: كلُّ شيءٍ قال فيه محمد بن سيرين: نُبِّئتُ (في (ق): "ثبت"، تصحيف، والمثبت من مصادر تخريج الخبر.) عن ابن عباس؛ إنما سَمِعَهُ من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٢٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٣٣٤)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٧/ ١٩٤) عن أمية به، وذكره المزي في تهذيب الكمال (٢٥/ ٣٤٨).). وقال سفيان الثوري: خذوا المناسِكَ عن سعيد بن جُبير، ومُجاهد، وعِكْرمة. وقال أيضًا: خذوا التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك. وقال عكرمة: أدركتُ مئتينِ من أصحابِ رسولِ اللَّه ﷺ في هذا المسجد. وقال محمد بن يوسف الفِرْيابي: حدّثنا إسرائيل عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، قال: كانتِ الخيلُ التي شغلتْ سليمانَ بن داود ﵇ عشرين ألفًا فعقرَها (أخرجه محمد بن نصر بن الحجاج المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ١٠٢).). وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة: ﴿لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ﴾ [النساءِ:١٧]، قال: الدنيا كلُّها قريب، وكلُّها جهالة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٢٩).). وفي قوله: ﴿لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا﴾ [القصص: ٨٣] قال: عند سلاطِينها وملوكِها؛ ﴿وَلَا فَسَادًا﴾ لا يعملون بمعاصي الله ﷿، ﴿وَالْعَاقِبَةُ﴾ هي الجنة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٢٩، ٣٣٠).). وقال في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ أي تركوا ما وُعظوا. ﴿بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ أي شديد. ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ﴾ أي تمادَوْا وأصرُّوا. ﴿خَاسِئِينَ﴾ [الأعراف: ١٦٥ - ١٦٦] صاغِرين. ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا﴾ أي من الأمم الماضية ﴿وَمَا خَلْفَهَا﴾ من الأمم الآتية، من أهل زمانهم وغيرهم ﴿وَمَوْعِظَةً﴾ [البقرة: ٦٦] تقِي من اتعظ بها الشِّركَ والمعاصي (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٣١).). وقال ابن عباس: إذا كان يومُ القيامة بعث اللَّه الذين اعتدوا، ويُحاسب الذين تركوا الأمر والنهي، كان المسخُ لهم عقوبةً في الدنيا حين تركوا الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٣١).). وقال عكرمة: قال ابنُ عباس: هلَك والله القومُ جميعًا، قال ابن عباس فالذين أمَروا ونَهوْا نجوْا؛ الذين لم يأمُروا ولم ينَهوْا هلكوا فيمن هلك من أهل المعاصي. قال: وذلك أهلُ أيْلة - وهي قريةٌ على شاطِئ البحر - وكان الله قد أمر بني إسرائيلَ أن يتفرَّغوا ليوم الجمعة، فقالوا: بل نتفرَّغ ليوم السبت، لأنَّ اللَّه فرَغ من الخَلْق يومَ السبت، فأصبحتِ الأشياء مسبوتة (في الحلية "مستوية"، والخبر فيه (٣/ ٣٣٠).). وذكروا (قوله: "ذكروا" لعله يشير إلى عكرمة وابن عباس ومن روى عنهما في الخبر السابق؛ لأن ما جاء هنا متصل بالخبر السابق كما في الحلية.) قصة أصحاب السبت، وتحريمِ الصيد عليهم، وأنَّ الحيتانَ كانتْ تأتيهم يومَ السبت ولا تأتيهم في غيره من الأيام، وذكروا احتيالَهَم على صيدِها في يوم السبت، فقال قوم: لا ندَعُكم تصيدون في يوم السبت، ووعظوهم، فجاء قومٌ آخرون مداهِنون فقالوا: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ قال الناهون: ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: ١٦٤] أي ينتهون عن الصيد في يوم السبت =