وقال: ثلاثةٌ لا تَحْرُمُ عليك غيبتُهم: المجاهرُ بالفِسْق، والإمامُ الجائر، والمبتدِع (ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين (٣/ ١٥٣).). وقال له رجل: إنَّ قومًا يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلًا. فقال: هَوِّن عليك يا هذا، فإني أطمعتُ نفسي في الجنان فطمِعَتْ، وأطمعتُها في النجاةِ من النار فطمِعَت، وأطمعتُها في السلامةِ من الناس فلم أجدْ إلى ذلك سبيلًا؛ فإنَّ الناسَ لم يَرْضوا عن خالقِهم ورازِقهم، فكيف يرضَوْنَ عن مخلوقٍ مثلِهم؟ (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٠٥).) وقال كانوا يقولون: منْ رَمى أخاهُ بذنب قد تاب منه، لم يمتْ حتى يصيبَ ذلك الذنبَ (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت ص (١٧٠) برقم (٢٨٩) بنحوه.). وقال الحسن: قال لقمان لابنِه: يا بُني، إياكَ والكَذِب، فإنه شهيٌّ كلَحْمِ العُصفور، عما قليل يقلاهُ صاحبُه (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت ص (٢٥٧) برقم (٥٣٨). وأخرجه ضمن حديث طويل البيهقى في شعب الإيمان (٤/ ٢٣١) برقم (٤٨٩١).). وقال الحسن: اعتبروا الناسَ بأعمالِهم، ودعوا أقوالَهم، فإن الله ﷿ لم يدَعْ قولًا إلَّا جعل عليه دليلًا من عمَل، يصدِّقه أو يكذِّبه، فإنْ سمعتَ قولًا حسنًا فرويدًا بصاحبه، فإنْ وافقَ قولًا عملًا فنعمَ ونعمةُ عَيْن! آخِهِ وأحْبِبْه (في (ق) صحفت العبارة إلى "نعمت عين أخته وأخيه"، والصواب المثبت من مصادر التخريج.)؛ وإذا خالف قولٌ عملًا فماذا يشبه عليك منه؛ أم ماذا يَخفى عليك منه؟ إياك وإياه لا يخدعَنَّكَ كما خدَع ابنَ آدم. إن لك قولًا وعملًا، فعملك أحقُّ بك من قولِك؛ وإن لك سريرةً وعلانية فسريرتكَ أحقُّ بكَ من علانيتك، وإنَّ لك عاجلةً وعاقبة، فعاقبتُك أحقُّ بك من عاجلتك (أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (٢٦) برقم (٧٧)، وابن أبي الدنيا في الصمت ص (٢٨٠)، برقم (٦٢٦).). وقال ابنُ أبي الدنيا (في الصمت ص ٢٨١ برقم (٦٢٨)، وما يأتي بين معقوفين منه.) حدثنا حمزة بن العباسِ، أنبأنا عبدان بن عثمان، [أنبأنا عبد الله]، أنبأنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، قال: إذا شئتَ لقيتَ الرجلَ أبيضَ، حديدَ اللسان، حديدَ النظر، ميتَ القلب والعمل، أنتَ أبصرُ به من نفسِه، ترى أبدانًا ولا قلوبًا، وتسمعُ الصوت ولا أنيس، أخصب ألسنة، وأجدب قلَوبًا؛ يأكلُ أحدُهم من غيرِ مالِه، ويبكي على عمَّاله، فإذا كَظَّتهُ البِطْنةُ قال: يا جارية - أو يا غلام - إيتني بهاضم، وهل هضمتَ يا مسكينُ إلا دينَك. وقال: منْ رَقَّ ثوبُه رَقَّ دِينُه، ومنْ سَمِنَ جَسَدُه هَزُلَ دينُه، ومن طاب طعامُه أنتَنَ كسبُه. وقال فيما رواه عنه الآجُرِّيّ: رأسُ مالِ المؤمن دينٌ حيثُ ما زالَ زالَ منعه لا يُخَلِّفُهُ في الرِّحال (الرِّحال: مفردها رَحْل وهو منزل الرجل ومسكنه وبيته. والرَّحْل أيضًا: مَرْكبٌ للبعير والناقة. اللسان (رحل).) ولا يأتمنُ عليه الرجال. وقال في قوله تعالى: ﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ [القيامة: ٢]، قال: لا تلْقَى المؤمنَ إلا يلومُ نفسَه: ما أردتِ بكلمةِ كذا؟ ما أردتِ بأكْلَةِ كذا؟ ما أردتِ بمجلسِ كذا؟ وأمَّا الفاجرُ فيَمضي قُدُمًا قُدُمًا، لا يلومُ نفسَه (ذكره ابن القيم في مدارج السالكين (٢/ ٧).). وقال: تصبَّروا وتشدَّدوا، فإنما هي ليالٍ تُعَدّ، وإنما أنتم رَكْبٌ وقوف، يوشكُ أنْ يُدعَى أحدُكم فيُجيب ولا يلتفت؛ فانقلِبُوا بصالحِ ما بحضرَتِكم، إنَّ هْذا الحقَّ أجهدَ الناس، وحالَ بينهم وبين شهواتهم؛ وإنما يصبرُ على =