وقال أشرس عن وهب قال: قال داود: إلَهي أين أجدُك؟ قال: عندَ المنكَسِرة قلوبُهم من مخافتي (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٢).). وقال: كان رجل من بني إسرائيل صام سبعين أسبوعًا يُفطرُ في كلِّ أسبوع يومًا، وهو يسألُ الله أن يُريَهُ كيف يُغوي الشيطانُ الناس، فلما أن طال ذلك عليه، ولم يجب، قال في نفسه: لو أقبلتُ على خطيئتي وعلى ذنوبي وما بيني وبين ربِّي لكان خيرًا من هذا الأمر الذي أطلب. ثم أقبل على نفسه فقال: يا نفس، من قِبَلكِ أُتيتُ. لو علم الله فيك خيرًا لقضى حاجتك. فأرسل الله مَلَكًا إلى نبيهم أن قل لفلان العابد: إزراؤك على نفسِك، وكلامُك الذي تكلَّمت به أعجبُ إليِّ مما مضى من عبادتك، وقد أجاب الله سؤالك، وفتح بصرك فانظرِ الآن، فنظر فإذا أُحبولة لإبليسَ قد أحاطتْ بالأرض، وإذا ليس أحدً من بني آدم إلا وحوله شياطينُ مثلُ الذباب فقال: أي رب، ومن ينجو من هؤلاء؟ قال: صاحبُ القلبِ الوادِع اللَّيِّن (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٢).). وقال وهب: كان رجلٌ من السائحين، فأتى على أرضٍ فيها قِثاء، فدعَتهُ نفسُه إلى أخذ شيءٍ منه، فعاقبها، فقام مكانَهُ يُصَلي ثلاثة أيام، فمرَّ به رجل وقد لوَّحتهُ الشمسُ والريح، فلمّا نظر إليه قال: سبحان الله! لكأنَّما أُحرق هذا الإنسان بالنار. فقال السائح: هكذا بلغَ مني ما ترى خوفُ النار، فكيف بي لو دخلتُها؟ (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٢).). وقال: كان رجلٌ من الأولين أصاب ذنبًا فقال: للهِ عليَّ أن لا يُظلَّني سقفُ بيتٍ أبدًا حتى تأتيني براءةٌ من النار، =