للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= مجاعةٌ في السفينة، فكان نوحٌ إذا تجَلَّى لهم شَبِعوا (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٦٧)، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٥١).).
وقال: قال عيسى: الحق أقولُ لكم: إن أشدَّكم جزعًا على المُصيبة أشدُّكم حُبًا للدنيا (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٦٧).).
وقال جعفر بن بُرقان: بلغنا أن وهبًا كان يقول: طُوبى لِمن نظر في عيبهِ عن عَيب غيرهِ، وطُوبى لمن تواضع لله من غيرِ مَسكنة، ورحِم أهلَ الذُّل والمَسكنة، وتصدَّق من مالٍ جَمَعَهُ من غيرِ مَعصية، وجالسَ أهلَ العلمِ والحِلم والحكمة، ووَسعَتْهُ السُّنَّة، ولم يتعدَّها إلى البِدْعَة (المصدر السابق.).
وروى سيَّار، عن جعفر، عن عبد الصمد بن مَعقِلِ، عن وهب، قال: وجدتُ في زَبُورِ داود: يا داود، هل تدري من أسرَعُ الناسِ مَرًّا على الصّراط؟ الذين يَرضَون بحُكمي، والسنتهم رَطْبَة بذِكْري (المصدر السابق، وتتمته فيه: (هل تدري أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمَي وبقسمي ويحمدونني على ما أنعمت عليهم "هل تدري يا داود أي المؤمنين أعظم عندي منزلةً؟ الذي هو بما أعطى أشدّ فرحًا منه بما حبس).).
وقيل: إن عابدًا عَبَدَ اللهَ تعالى خمسين سنة، فأوحى الله إلى نبيِّهم: إني قد غفرتُ له، فأخبَره ذلك النبيُّ فقال: أي ربّ، وأيُّ ذنب تغفرُ لي [ولم أذنب]؟ فأمر عِرقًا في عُنقه فضَرَبَ عليه، فلم يَنم ولم يهدأ ولم يصلِّ ليلَته، ثم سكنَ العِرقُ، فشكا ذلك إلى النبيِّ فقال: ما لاقيتُ من عرقٍ ضرَبَ علي في عُنقي ثم سكن؟ فقال له النبي: إنَّ الله يقول: إنَّ عبادتَك خمسين سنة ما تَعدِلُ سكون هذا العِرْق (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٦٨).).
وقال وهب: رؤوس النعم ثلاثة: إحداها نعمة الإسلام التي لا تتمُّ نعمةٌ إلا بها، والثانية نعمةُ العافية التي لا تطيبُ الحياةُ إلا بها، والثالثة نعمةُ الغِنَى التي لا يتمُّ العيشُ إلَّا بها (المصدر السابق.).
ومرَّ وهبٌ بِمُبتَلى أعمى، مجذوم، مُقعد، عُريان، به وَضَح، وهو يقول: الحمد لله على نِعَمِه. فقال له رجلٌ كان مع وهب: أيُّ شيءٍ بَقِيَ عليكَ من النعمَة تحمدُ اللهَ عليه؟ فقال المبتلى: أدِم بصرَكَ إلى أهل المدينةِ وانظر إلى كثرة أهلها، أولا أحمد الله أنه ليس فيها أحدٌ يعرِفُه غيري (المصدر السابق.).
وقال وهب: المؤمن يخالطُ لِيعلم، ويَسكت ليسلَم، ويتكَّلم ليفهَم، ويخلو لِيَنْعَم (في الأصل (ق): (ليفقههم ويخلو ليقيم) والمثبت من المصدر السابق.).
وقال: المؤمن مُفكر مُذَكِّر مُدَّخِر، تذكَّر فغلبتهُ السَّكينة، سكنَ فتواضع فلم يُتَّهَم، رفضَ الشهوات فصار حُرًا، ألقى عنه الحسدَ فظهرت له المحبَّة، زهِدَ في كلِّ فانٍ فاستكمل العقل، رغب في كل باقٍ فعَقَل المعرفة، قلبُه متعلِّق بهمه، وهمُّهُ موكَّلٌ بمَعَادِه، لا يفرحُ إذا فرحَ أهلُ الدنيا، بل حُزْنهُ عليه سَرمَد، وفرحُه إذا نامتِ العيونُ، يتلو كتاب الله ويُرَدِّدُهُ علىَ قلبه، فمرَّةً يفرُغُ قلبُه، ومرَّة تدمَعُ عينُه، يقطع عنه الليل بالتلاوة، ويقطع عنه النهار بالخلوةِ والعزلة، مفكرًا في ذنوبه، مستصغرًا لأعمالِه (المصدر السابق.).
وقال وهب: فهذا ينادى يومَ القيامة في ذلك الجمع العظيم على رؤوس الخلائق: قُم أيها الكريم، فادخل الجنة.
وقال إبراهيم بن سعيد، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن ثور بن يزيد، قال: قال وهبُ بن منبِّه: الويل لكم إذا سمَّاكمُ الناس صالحين، وأكرموكم على ذلك (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٦٩).).
وقال الطبراني: حدثنا عُبيد بن محمد الكشوري، حدثنا همام بن سلمة بن عقبة، حدثنا غوث بن جابر، حدثنا =

<<  <  ج: ص:  >  >>