للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [الفرقان: ٧٥]، قال: الغُرْفَةُ الجَنَّة، بما صبروا على الفقرِ في الدنيا (أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٣٤٧ و ٣/ ١٨١، ١٨٢).).
وقال عبد السلام بن حَرْب، عن زيد بن خَيْثَمة، عن أبي جعفر، قال: الصواعِقُ تُصيب المؤمنَ وغيرَ المؤمن، ولا تُصِيبُ الذاكرَ (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٨١)، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٥/ ٤٣٠) (١١٦٢) عن زياد الجعفي عن أبي جعفر، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٢/ ١٠٨)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٠٨).).
قلت: وقد رُوي نحو هذا عن ابنِ عباس قال: لو نزلَ من السماءِ صوَاعِقُ عَدَدَ النجوم، لم تُصِب الذاكرَ.
وقال جابر الجعفي: قال لي محمد بن علي: يا جابر، إني لَمَحزون، وإني لَمُشتغِلُ القَلْبَ. قلت: وما حُزْنُكَ وشُغْلُ قلبِك؟ قال: يا جابر، إنَّه مَنْ دخلَ قلبَهُ صافي دينِ الله ﷿ شغَلهُ عمَّا سواه، يا جابر، ما الدنيا وما عسى أنْ تكون؟ هل هي إلا مركبًا رَكِبْتَه؟ أو ثوبًا لبسته؟ أوِ امرأة أصَبْتَها؟ يا جابر، إن المؤمنين لم يطمئنُّوا إلى الدنيا لِبَقاءٍ فيها، ولم يأمنوا قدومَ الآخرةِ عليهم، ولم يَصِمُّهُمْ عن ذكرِ اللهِ ما سمعوا بآذانهمْ من الفِتْنَة، ولم يُعْمِهِمْ عن نورِ الله ما رأوا بأعينِهم من الزِّينة، ففازوا بثوابِ الأبرار، إنَّ أهل التقوى أيسَرُ أهلِ الدنيا مؤونةً، وأكثرُهم لكَ مَعُونةً، إنْ نَسِيتَ ذكَّروك، وإنْ ذكرتَ أعانوك، قَوَّالينَ بحق الله، قوَّامينَ بأمْرِ الله، قُطعوا لمحبة ربهم ﷿، ونظروا إلى الله وإلى محبتهِ بقلوبِهم، وتوحَّشوا من الدنيا لطاعةِ محبوبِهم، وعلموا أنَّ ذلك من أمْرِ خالِقهم، فأنزلوا الدنيا حيثُ أنزلَها مَلِيكُهم، كمَنْزِلٍ نزلوهُ ثم ارتحلوا عنه وتركوه، وكما أصبتهُ في منامِك، فلما استيقظتَ إذا ليس في يدِكَ منه شيء، فاحفظِ الله فيما استرعاك من دِينه وحكمتِه (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٨٢)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٢/ ١٠٨، ١٠٩).).
وقال خالدُ بن يزيد: سمعتُ محمد بن عليِّ يقول: قال عمر بن الخطاب: إذا رأيتُمُ القارئَ يُحِبُّ الأغنياء، فهو صاحبُ الدنيا، وإذا رأيتُموه يلزَمُ السلطان فهو لِصٌّ (كذا في (ق) ورواية أبي نعيم في الحلية (٣/ ١٨٤) وإسناده فيه هكذا: "حدثنا حبيب بن الحسن حدّثنا أبو شعيب الحراني، حدّثنا خالد بن يزيد، حدّثنا أبو داود أنه سمع محمد بن علي يقول إذا رأيتم القارئ يحب الأغنياء فهو صاحب الدنيا، وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص".).
وكان أبو جعفر يصلِّي كلَّ يومٍ وليلةٍ [خمسين ركعة] بالمكتوبة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٨٢)، وما بين معقوفين منه، وذكره الذهبي في سير أعلامِ النبلاء (٤/ ٤٠٤، ٤٠٥).).
وروى ابنُ أبي الدنيا عنه قال: سلاحُ اللئام قبِيحُ الكلام (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٨٢، ١٨٣)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٢/ ١٠٩).).
وروى أبو الأحوص عن منصور، عنه قال: لكلِّ شيءٍ آفة وآفة العلم النسيان (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٨٣).).
وقال لابنه: إياك والكسلَ والضجر، فإنَّهما مفتاح كلِّ خَبِيثة، إنك إذا كسلت لم تؤد حقٍّ، وإنْ ضَجِرتَ لم تصبرْ على حَقّ (المصدر السابق.).
وقال: أشدُّ الأعمال ثلاثة: ذكرُ اللهِ على كلِّ حال، وإنصافُكَ من نفسِك، ومواساةُ الأخِ في المال (المصدر السابق.).=

<<  <  ج: ص:  >  >>