للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روَى عن أنس بن مالك، وجماعةٍ من التابعين، منهم سعيدُ بن المُسَيِّب، والبصري، وأبو العالية، وزُرَارَةُ بنُ أوفى، وعطاء، ومجاهد، ومحمد بن سيرين، ومسروق، وأبو مِجْلَز، وغيرهم.

وحدَّث عنه جماعاتٌ من الكبار، كأيُّوب، وحماد بن سَلَمة، وحُمَيد الطويل، وسعيد بن أبي عَروبة، والأعمش، وشُعبة، والأوزاعي، ومِسْعَر، ومَعْمَر، وهَمَّام.

قال سعيد بن المسيِّب: ما جاءني عراقيٌّ أفضلُ منه، وقال بكر المزني: ما رأيتُ أحفظَ منه. وقال محمد بن سِيرين: هو من أحفَظِ الناس، وقال مَطَر الورَّاق: كان قتادةُ إذا سمع الحديث يأخذُه العَوِيلُ والزَّوِيل (١) حتى يحفظَه.

وقال الزُّهْري: هو أعلَمُ من مَكْحُول. وقال معمر: ما رأيتُ أفقهَ من الزُّهري وحَمّاد وقتادة.

وقال قتادة: ما سمعتُ شيئًا إلَّا وعاهُ قلبي.

وقال أحمد بن حنبل: هو أحفظُ أهلِ البصرة، لا يسمع شيئًا إلَّا حَفِظه. وقُرئَ عليه صحيفةُ جابر مرَّةً واحدة، فحفِظَها. وذُكر يومًا فأثنى على علمهِ وفقههِ ومعرفتهِ بالاختلاف والتفسير وغير ذلك.

وقال أبو حاتم (٢): كانت وفاتُه بِوَاسط في الطاعون. يعني في هذه السنة، وعمرُه ستٌّ أو سبعٌ وخمسون سنة (٣).

وفيها تُوفي:

أبو الحُبَاب سعيدُ بن يَسَار، والأعرج.


(١) جاء في غريب الحديث للخطابي (٣/ ١٥٤): عن مطر الوراق: الزَّوِيل: الزماع والقلق وهو أن لا يستقر على المكان وأصله من زال الشيء عن مكانه يزول عنه زوالًا وزويلا. وفي لسان العرب (زول): وورد في حديث قتادة أخذَه العَوِيلُ والزَّوِيلُ: أي القَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على المكان، وهو والزَّوَال بمعنى.
(٢) في الجرح والتعديل (٧/ ١٣٣).
(٣) وهذه زيادة مقحمة أيضًا وهي:
[قال قتادة: منْ وَثِقَ بالله (كذا في (ق)، وفي الحلية (٢/ ٣٤٠) وصفة الصفوة (٣/ ٢٥٩): "من يتق الله".) كان الله معه، ومنْ يكنِ الله معه تكنْ معَهُ الفئةُ التي لا تُغلب، والحارسُ الذي لا ينام، والهادي الذي لا يَضِلّ، والعالم الذي لا يَنْسى.
وقال: في الجنة كُوًى إلى النار، [فيطلع أهل الجنة من تلك الكُوَى إلى النار، فيقولون: ما بالُ الأشقياء دخلوا النار؟ وإنما دخلنا الجنة بفضلِ تأديِبكم؟ فقالوا: إنَّا كنَّا نأمرُكُمْ ولا نأتمر، وننهاكم ولا ننْتَهي (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٤٠)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (٣/ ٢٥٩)، وما بين معقوفين منهما.).
وقال: بابٌ من العلم يحفَظُه الرجلُ يطلبُ به صلاحَ نفسِه، وصلاحَ دينِه، وصلاحَ الناس، أفضلُ من عبادةِ حَوْلٍ كامل (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٤١).).
وقال قتادة: لو كان يُكتفى من العلم بشيء لاكتَفَى موسى بما عنده؛ ولكنِّه طلبَ الزِّيادة].

<<  <  ج: ص:  >  >>