وقال قُتيبة: حَدَّثَنَا جعفر بن بُرْقان: سمعتُ مَيمون بن مِهْران يقول: لا يكونُ الرجلُ منَ المتَّقين حتى يُحاسبَ نفسَهُ أشدَّ من محاسبةِ الشَّريك شَرِيكَه، حتى يعلمَ من أين مَطْعَمُه؛ ومن أين مَشْربُه؟ [ومن أين مَلْبَسُه؟] أمِنْ حلالٍ ذلك أمْ من حرام (المصدر السابق ص (٨٩).)؟. وقال أبو زُرْعة الرازي (في (ق): "أبو زرعة الدارمي، والمثبت من الحلية.): حَدَّثَنَا سعيدُ بن حَفْص النُّفَيلي، حَدَّثَنَا أبو المليح عن ميمون، قال: الفاسقُ بمَنْزلةِ السَّبُع، فإذا كلمتَ فيه فخلَّيْتَ سبيلَهُ، فقد خَلَّيْتَ سَبُعًا على المسلمين (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩١).). وقال جعفر بن بُرْقان: قلت لميمون بن مِهران: إنَّ فلانًا يستبطئُ نفسَهُ في زيارتِك، قال: إذا ثبتَتِ المودةُ في القلوب فلا بأسَ وإنْ طالَ المُكْثُ (المصدر السابق.). وقال أحمد: حَدَّثَنَا مَيمون الرَّقِّي، حَدَّثَنَا الحسن أبو المَليح، عن مَيمون، قال: لا تَجِدُ غريمًا أهونَ عليك من بطنِكَ أو ظَهْرِك (المصدر السابق.). وقال الإمام أحمد أيضًا: حَدَّثَنَا عبد اللّه بن مَيمون، حَدَّثَنَا الحسن، عن حَبيب بن أبي مَرْزوق، قال: رأيت على مَيمون جُبَّةَ صوفٍ تحتَ ثيابِه، فقلتُ له: ما هذا؟ قال: نعَمْ، فلا تُخبِرْ بِهِ أحدًا (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩١، ٩٢).). وقال عبد اللّه بن أحمد: حدّثي يحيى بن عثمان، حَدَّثَنَا أبو المليح عن ميمون، قال: منْ أساءَ سِرًّا فَلْيَتُبْ سِرًّا، ومنْ أساءَ علانيةً فَلْيَتُبْ علانيةً، فإنَّ اللّه يغفِرُ ولا يعيِّر، وإنَّ الناسَ يُعَيِّرونَ ولا يغفِرون (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٩٢/ ٤).). وقال جعفر: قال ميمون: في المال ثلاثُ آفات: إنْ نَجَا صاحبُه من واحدة لم ينْجُ من اثنتَيْن، وإنْ نَجَا من اثنتَيْن كان قَمِينًا أنْ لا يَنْجوَ من الثالثة، يَنبغي أنْ يكونَ حَلالًا طيِّبًا؛ فأيُّكمُ الذي يَسْلمُ كَسْبُه فلم يُدخِلْهُ إِلَّا طيِّبًا، فإنْ سَلِم من هذه فيَنبغي أنْ يؤديَ الحقوقَ التي تَلْزَمُهُ في مالِه؛ فإنْ سلم من هذه فينبغي أنْ يكونَ في نفَقَتِه لش بمُسْرفٍ ولا مُقَتِّر. وقال: سمعتُ ميمونًا يقول: أهونُ الصَّوم تَرْكُ الطعامِ والشراب (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٨٩، ٩٠).). وقال عبد اللّه بن أحمد: حَدَّثَنَا يحيى بن عثمان الحَرْبي، حَدَّثَنَا أبو المليح عن مَيمون بن مِهران، قال: ما نالَ رجلٌ من جَسيم الخير - نبيٌّ أو غيرُه - إلَّا بالصبر (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٩٠).). وبهذا الإسناد قال: الدنيا حُلوة خَضِرَة، قد حُفَّتْ بالشهوات، والشيطانُ عدوٌّ حاضر، فيظنُّ (في الحلية: "فطن".) أنَّ أمْرَ الآخرة آجِل، وأمرَ الدنيا عاجل (المصدر السابق.). وقال يونس بن عُبيدة: كان طاعونٌ قِبَلَ بلادِ مَيمون بن مِهران، فكتبتُ إليه أسألُهُ عن أهله، فكتب إلي: بلَغَني كتابُكَ تسألُني عن أهلي، هانَّه ماتَ من أهْلي وخاصَّتي سبعةَ عشرَ إنسانًا، وإني أكرهُ البلاءَ إذا أقبلَ، فإذا أدبر لم يَسُرَّني أنه لم يَسُرَّني أنه لم يكنْ؛ وأمَّا أنت، فعليك بكتابِ اللّه، فإن النَّاسَ قد بَهَوْا به - يعني أنِسُوا - واختاروا الأحاديثَ أحاديثَ الرجال؛ وإياك والمِرَاءَ في الدين. قال أبو عُبيد في الغريب (هو القاسم بن سلّام في كتابه غريب الحديث (٤/ ٤٧٣). وقد صُحفت العبارة في الحلية و (ق)، وأثبتُّ ما جاء في غريب الحديث.): بَهَؤوا بِه - مَهْموزًا - ومعناه أنِسُوا به. وقال عمرو بن مَيمون: كنتُ مع أبي ونحنُ نطوفُ بالكعبة فلَقيَ أبي شيخٌ فعانقه، ومع الشيخ فَتًى نَحْوٌ مِنِّي. فقال =