للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُرَّة (١) بن إيَاس بن هلال بن رئاب بن عَبْد (٢) بن دُرَيد بن أوْس بن سُوَاءَةَ بن عمرو بن سارية بن ثعلبة بن ذُبيان بن ثعلبةَ بنِ أوْس بن عثمان بن عمرو بن أُدِّ بنِ طابِخَة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن معَد بنِ عدنان.

هكذا نسبَهُ خليفة بن خياط (٣)، وقيل غيرُ ذلك في نسبه، وهو أبو واثلة المُزَني، قاضي البصرة، وهو تابعيّ، ولجَدِّهِ صُحبة، وكان يُضربُ المثلُ بذكائه.

روى عن أبيه عن جَدِّهِ مرفوعًا في الحياء، وأنس بن مالك، وسعيد بن جُبير، وسعيد بن المُسيِّب، ونافع، وأبي مِجْلز. وعنه الحمَّادان، وشعبة، والأصمعي، وغيرُهم.

قال عنه محمد بن سيرين: إنَّه لَفَهِم، إنَّه لَفَهِم. وقال محمد بن سعد والعِجْلي وابنُ مَعين والنسائي: ثقة. زادَ ابنُ سعد (٤): وكان عاقلًا من الرجال فَطِنًا. وزاد العِجْلي (٥): وكان فقيهًا عَفيفًا.

وقد قدم دمشق في أيامِ عبدِ الملك بن مروان، ووفد على عمر بن عبد العزيز، ومرَّةً أخرى حين عزَلَهُ عَديُّ بن أرْطاة عن قضاءِ البَصْرة. قال أبو عُبيدة وغيرُه: تحاكَمَ إياسٌ - وهو صبيٌّ شابٌّ - وشيخ إلى قاضي عبدِ الملك بن مروان بدمشق، فقال له القاضي: إنَّهُ شيخٌ وأنتَ شابّ، فلا تُساوِهِ في الكلام. فقال إياس: إنْ كان كَبيرًا فالحقُّ أكبر منه. فقال له القاضي: اسكُتْ. فقال: ومنْ يتكلَّمُ بحُجَّتي إذا سكتُّ؟ فقال القاضي: ما أحسبكَ تنطقُ بحقٍّ في مجلسي هذا حتى تقوم. فقال إياس: أشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله. زاد غيرُه: فقال القاضي: ما أظنُّك إلَّا ظالمًا له. فقال: ما على ظنِّ القاضي خرجتُ من منزلي. فقام القاضي، فدخل على عبدِ الملك، فأخبرَهُ خبرَه. فقال: اقضِ حاجتَه، وأخرِجْهُ الساعةَ من دمشق لا يُفسد عليَّ الناس.

وقال بعضُهم: لما عزَلَهُ عدِيُّ بن أرطاة عن قضاء البصرة فرَّ منه إلى عمر بنِ عبد العزيز فوجدَهُ قد مات. فكان يَجْلسُ في حَلْقَةٍ في جامعِ دمشق؛ فتكلَّم رجلٌ من بني أمية، فردَّ عليه إياس، فأغلظ له الأموي، فقام إياس، فقيل للأموي: هذا إياسُ بن معاوية المزني. فلما عاد من الغد اعتذَر له الأمويُّ


= الأولياء (٣/ ١٢٣)، معرفة الثقات للعجلي (١/ ٢٤٠)، مشاهير علماء الأمصار ص (١٥٣)، الثقات لابن حبان (٤/ ٣٥)، صفة الصفوة (٣/ ٢٦٣)، تهذيب الكمال (٣/ ٤٠٧)، سير أعلام النبلاء (٥/ ١٥٥)، الكاشف (١/ ٢٥٩)، ميزان الاعتدال (١/ ٤٥٠)، لسان الميزان (٧/ ١٨١)، مختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور (٥/ ٩٢)، تهذيب التهذيب (١/ ٣٤١)، تقريب التهذيب ص (١١٧).
(١) وقع في (ق) تصحيف وتحريف في الأسماء كثير، فأثبتُّ الصواب وأضربتُ عن إثقال الحواشي به.
(٢) وقيل: "عُبيد" كما في تاريخ ابن عساكر انظر مختصر ابن منظور (٥/ ٩٢)، وهو بتحقيق كاتب هذه السطور.
(٣) في طبقاته (١/ ٣٧).
(٤) في الطبقات الكبرى (٧/ ٢٣٤).
(٥) في معرفة الثقات (١/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>