للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استسلف. وكان يُطعم الناسَ الثَّريد، ويسقيهم العسَل، وكان يسمُرُ على شرابِ العِّسَل كما يسمُرُ أهلُ الشرابِ على شرابهم ويقول: أسقونا وحدِّثونا. فإذا نَعَسَ أحدُهم يقول له: ما أنتَ من سمَّارِ قُريش. وكانتْ له قُبَّةٌ معصفَرة، وعليه مِلْحفةٌ معصفَرة، وتحتَهُ بساطٌ معصفرٌ.

وقال الليث: قال يحيى بن سعيد: ما بقي عندَ أحدٍ من العلم ما بقي عندَ ابنِ شهاب.

وقال عبد الرزاق: أنبأ معمر قال: قال عمر بن عبد العزيز: عليكم بابنِ شهاب، فانه ما بقي أحدٌ أعلىم بسنَّةٍ ماضيةٍ منه، وكذا قال مَكْحول.

وقال أيوب: ما رأيتُ أحدًا أعلَمَ من الزُّهري! فقيل له: ولا الحسَن؟ فقال: ما رأيتُ أعلمَ من الزهري!

وقيل لمكحول: منْ أعلَمُ من لَقيت؟ قال الزهري: قيل: ثم منْ؛ قال: الزهري. قيل: ثم منْ؟ قال: الزهري.

وقال مالك: كان الزهريُّ إذا دخل المدينةَ لم يحدِّثْ بها أحدًا حتى يخرج.

وقال عبدُ الرزاق عن ابنِ عُيَينة: محدِّثو أهلِ الحجاز ثلاثة: الزهري، ويحيى بن سعيد، وابنُ جُريج.

وقال عليُّ بن المَدِيني: الذين أفتَوْا أربعة: الزُّهْري، والحكَم، وحماد، وقتادة، والزُّهري أفقَهُهُمْ عندي.

وقال الزهري: ثلاثةٌ إذا كُنَّ في القاضي فلس بقاضٍ: إذا كَرِهَ المَلاوم، وأحبَّ المحامِد، وكَرِهَ العزْل.

وقال أحمد بن صالح: كان يُقال: فُصَحاء زمانِهم الزهري، وعمر بن عبد العزيز، وموسى بن طلحة، وعُبيد الله، .

وقال مالك عن الزهري أنه قال؛ إنَّ هذا العلم الذي أَدَّبَ اللهُ بهِ رسولَ الله ، وأدَّب رسولُ الله بهِ أُمَّتَه أمانةُ الله إلى رسولهِ ليؤدِّيَهُ على ما أُدِّيَ إليه، فمنْ سَمِعَ علمًا فَلْيَجعَلْهُ أمامَهُ حجَّةً فيما بينه وبين الله ﷿.

وقال محمد بن الحسين عن يونس، عن الزهريِّ قال: الاعتصام بالسنَّةِ نجاة (١).

وقال الوليد عن الأوزاعي عن الزهري، قال: أمِرُّوا أحاديثَ رسولِ اللّه كما جاءت.


(١) أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (١/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>