للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمُّ المهديِّ بن المنصور أمُّ موسى بنت منصور بن عبدِ اللَّه الحِمْيَري.

وروى عن أبيه، عن جدِّهِ، عن أبيه عبدِ اللَّه بن عباس، أنَّ رسولَ اللَّه جَهَرَ ببسمِ اللَّه الرحمن الرحيم. رواهُ عنه يحيى بن حمزة البَتَلْهيّ (١)، قاضي دمشق، وذكر أنَّهُ صلَّى خلفَ المهدي حين قدم دمشق فجَهَر في السورتَيْنِ بالبسملة، وأسند ذلك عن رسولِ اللَّه ، ورواه غيرُ واحدٍ عن يحيى بن حمزة؛ ورواهُ المهدي عن المباركِ بنِ فضالَة؛ ورواه عنه أيضًا جعفر بنُ سليمانَ الضُّبَعيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الرقاشي، وأبو سفيان سعيد بن يحيى بن المهدي (٢).

وكان مَوْلد المهدي في سنةِ ستٍّ أو سبعٍ وعشرين ومئة، أو في سنةِ إحدى وعشرين ومئة؛ وَلِيَ الخلافةَ بعدَ موتِ أبيه في ذي الحجَّة سنة ثمانٍ وخمسين ومئة، وعمره إذْ ذاك ثلاثٌ وثلاثونَ سنةً، ولد بالحميمهّ من أرض البلقاء، وتوفي في المحرم من هذه السنة أعني سنة تسعٍ وستين ومئة عن ثلاثٍ أو ثمانٍ وأربعين سنة؛ وكانتْ خلافتُهُ عشرَ سنين وشهرًا وبعضَ الشهر؛ وكان أسمرَ طويلًا، جعدَ الشعر، على إحدى عينَيْهِ نُكتةٌ بيضاء، قيل: على عينه اليمنى، وقيل: اليسرى.

قال الربيع الحاجب: رأيتُ المهديَّ يُصلِّي في ليلةٍ مُقمرة، في بَهْوٍ لَه، عليه ثيابٌ حسنة، فما أدري هو أحسنُ أمِ القمر أمْ بَهْوُهُ أم ثيابُه؟ فقرأ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: ٢٢]، الآية؛ ثم أمَرَني فأحضَرتُ رجلًا من أقاربِهِ كان مسجونًا، فأطلَقَه.

ولما جاء خبَرُ موتِ أبيه بمكةَ -كما تقدَّم- كَتَمَ الأمرَ يومَيْن، ثم نُودي في الناسِ يومَ الخميس: الصلاة جامعة. فقام فيها خَطيبًا، فأعلَمَهُمْ بموتِ أبيه وقال: إنَّ أميرَ المؤمنين دُعيَ فأجاب، فعندَ اللَّه أحتسبُ أميرَ المؤمنين، وأستعينُه على خلافةِ المسلمين، ثم بايَعهُ الناسُ بالخلافةِ يومئذ؛ وقد عزاهُ أبو دُلامة، وهنَّأهُ في قصيدةٍ له، يقولُ فيها:

عينايَ واحدةٌ تُرَى مسرورةً … بأميرِها جَذْلَى وأخرى تَذْرِفُ

تبكي وتضحَكُ تارةً ويَسُوؤها … ما أنكرتْ ويَسُرُّها ما تَعْرِفُ


= ضعيف، لضعف زياد بن بيان في إسناده. وقد ساق العقيلي في ضعفاثه، وقال البخاري: في إسناده نظر، وقال ابن عدي في الكامل بعد أن أورد حديثه هذا: "والبخاري إنما أنكر من حديثه هذا الحديث، وهو معروف به. وقال الذهبي في الميزان: لم يصح حديثه وانظر بلا بد تعليقي على هذا الحديث في سنن ابن ماجه بتحقيقي (بشار).
(١) في (ق): "النهشلي"، وهو تصحيف، والمثبت من (ب، ح)، وترجمت في سير أعلام النبلاء (٨/ ٣٥٤)، ومصادر ترجمته، وهو نسبة إلى بيت لِهْيا، قريةٍ مشهورةٍ في غوطةِ دمشق. انظر معجم البلدان (١/ ٥٢٢).
(٢) أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٣٠٣) في باب وجوب قراءة بسم اللَّه الرحمن الرحيم والجهر بها، والصيداوي في معجم الشيوخ ص (١٧٢، ١٧٣)؛ وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير (١/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>