للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلهنا ما أعْدَلَكْ … مَليكَ كُلِّ منْ ملَكْ

لَبَّيْكَ قد لَبَّيْتُ لك

لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ لكْ … والمُلْكَ لا شَريكَ لَكْ

عبدُكَ قدْ أهَلَّ لَكْ … ما خَابَ عبدٌ سألَكْ

أنتَ لَهُ حيثُ سَلَكْ … لولاك يا ربُّ هَلَكْ

لَبَّيْكَ إنَّ الحمدَ لكْ … وَالمُلْكَ لا شَريكَ لَكْ

واللَّيْلُ لَمَّا أنْ حَلَكْ … والسابحاتُ في الفَلَكْ

على مَجَاري المُنْسَلَكْ … كلُّ نبيٍّ ومَلَكْ

وكُلُّ منْ أهَلَّ لكْ … سَبَّحَ أو صَلَّى فَلَكْ

لبَّيْكَ إنَّ الحمد لكْ … والمُلْكَ لا شَريكَ لَكْ

يا مُخْطئًا ما أغْفَلَكْ … عَصَيْتَ رَبًّا عَدَلَكْ

وأقدرَكْ وأمْهَلَكْ … عَجِّلْ وبادِرْ أمَلَكْ

واختِمْ بخيرٍ عَمَلَكْ

لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ لكْ … والمُلْكَ لا شَريكَ لَكْ (١)

وقال المعافَى بنُ زكريَّا الجَريريّ، حدّثنا محمد بن العباس بن الوليد، سمعتُ أحمد بن يحيى بن ثعلب يقول: دخلتُ على أحمد بنِ حنبل، فرأيتُ رجلًا تَهُمُّه نفسُه، لا يُحبُّ أنْ يُكثر عليه، كأنَّ النيرانَ قد سُعرَتْ بين يديه، فما زلتُ أترفَّقُ به، وتوسَّلتُ إليه أني من موالي شيبان، حتى كلَّمني فقال: في أيِّ شيءٍ نظَرْتَ من العلوم؟ فقلت في اللُّغةِ والشِّعر. قال: رأيتُ بالبصرةِ جماعةً يكتبونَ عن رجلٍ الشعر، قيل لي: هذا أبو نُوَاس فتخلَّلْتُ النَّاسَ ورائي، فلما جلستُ إليه أمْلَى علينا:

إذا ما خلَوْتَ الدهرَ يومًا فلا تَقُلْ … خلَوْتُ ولكنْ في الخلاءِ رقيبُ

ولا تحسبنَّ اللَّه يغفُلُ ساعةً … ولا أنَّ ما يَخْفَى عليه يَغيبُ

لَهَوْنا لَعَمْرُ اللَّهِ حتى تتابَعَتْ … ذُنوبٌ على آثارِهنَّ ذُنوبُ

فيا لَيْتَ أن اللَّه يَغفِرُ ما مَضَى … ويأذنُ في تَوْباتِنا فنَتُوبُ (٢)


(١) الأبيات في ديوان أبي نواس ص (٤٨١)، وقد سقط منها بضعة أبيات، وكذا سقط من بعض الأصول، فأثبتُ ما جاء فيها جميعًا. وهي مع الخبر في تاريخ ابن عساكر (١٣/ ٤٥٤، ٤٥٥).
(٢) الأبيات الثلاثة الأولى في ديوان أبي نواس ص (١٠٣)، والأربعة جميعًا في ديوان أبي العتاهية ص (٣٤) وفيها زيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>