للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنس، وقتيبةُ بن سعيد (١)؛ وقال: هو إمام [سنّة] (٢)، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطّان، وكان يدعو له في صلاته، وأبو عُبَيد (٣)؛ وقال: ما رأيت أفصحَ ولا أعقلَ، ولا أورَعَ من الشافعي، ويحيى بن أكثم القاضي، وإسحاق بن رَاهَوَيه، ومحمد بن الحسن، وغيرُ واحد ممن يطولُ ذِكرهم وشرح أقوالهم (٤).

وكان أحمدُ بن حنبل يدعو له في صلاته نحوًا من أربعين سنة، وكان أحمدُ يقولُ في الحديث الذي رواه أبو داود (٥) من طريق عبد اللَّه بن وَهْب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد، عن أِبي علقمة، عن أبي هريرة، عن النبي : "إنَّ اللَّهَ يبعَثُ لهذه الأُمَّةِ على رأسِ كُلِّ مئة سَنَةٍ من يُجدِّدُ لها أمْرَ دِينِها" (٦). قال: فعُمَرُ بنُ عبد العزيز على رأسِ المئة، والشافعيُّ على رأس المئتين.

وقال أبو داود الطيالسيُّ (٧): حدثنا جعفرُ بن سليمان، عن النَّضر بن معبد (٨) الكندي -أو العبدي- عن الجارود (٩)، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه قال: قال رسولُ اللَّه : "لا تَسُبُّوا قُريشًا، فإنَّ عالِمَها يملأ الأرضَ علمًا، اللهم إنَّك أذقْتَ أوَّلَهَا عَذَابًا، أو وبالًا، فأذِقْ آخرَها نَوالًا". هذا غريبٌ من هذا الوجه (١٠).


(١) قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي أبو رجاء البغلاني. شيخ الإملام، المحدث الإمام، الثقة، مات سنة ٢٤٠ هـ. سير أعلام النبلاء (١١/ ١٣ - ٢٤).
(٢) زيادة من ظا، ب.
(٣) أبو عبيد، القاسم بن ملام الهروي، أحد أئمة اللغة والفقه والحديث والقرآن وغيرها. مات سنة ٢٢٤ هـ.
(٤) كثيرون هم الذين ترجموا للإمام الشافعي وكتبوا عنه ذاكرين مناقبه وسيرته ؛ منهم على سبيل المثال: البيهقي وله "مناقب الشافعي"، والرازي وله أيضًا "مناقب الشافعي"، والسبكي في "طبقات الشافعية" وابن الجوزي في "صفة الصفوة"، ولابن حجر العسقلاني "توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس". وغير ذلك.
(٥) سنن أبي داود (٤٢٩١) في الملاحم، باب ما يذكر في قرن المئة، وهو حديث صحيح.
(٦) وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (١/ ١٢٣)، والحاكم (٤/ ٥٢٢)، والبيهقي في المعرفة ٥٢، والخطيب في تاريخ مدينة السلام (ط. د. بشار) من طريق سعيد بن أبي أيوب، به. وإسناده حسن، وشرح معناه في جامع الأصول (١١/ ٣٢٠) (بشار).
(٧) مسند الطيالسي (٣١٠).
(٨) هكذا في النسخ، وهو كذلك في مسند الطيالسي، وحلية الأولياء، وتاريخ الخطيب، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال. ووقع في ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٨٩) والجرح والتعديل (٨/ الترجمة ٢١٨٤)، وميزان الاعتدال (٤/ الترجمة ٩٠٦٠) "حميد"، ومهما يكن فهو متروك لا يفرح به (بشار).
(٩) هكذا ورد اسمه في النسخ كافة، وفي عدد من مصادر التخريج، وهو وهم من بعض رواة الحديث حيث أسقط لفظة "أبي" منه، والصواب "أبو الجارود" وهو زياد بن المنذر الكوفي، كذبه يحيى بن معين، كما في التقريب لابن حجر.
(١٠) وأخرجه أيضًا العقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٨٩)؛ وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٥٩)؛ و (٩/ ٦٥) والخطيب البغدادي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>