للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقول: إذا أخلص العبدُ انقطع عنه كثرةُ الوسواس والرّياء، أو الرؤيا (١).

قال: ومكثت عشرين سنةً لم أحتلم، فدخلْتُ مكة ففاتتني صلاةُ العشاء في جماعة، فاحتلمت تلك الليلة (٢).

وقال: إن من خلق اللَّه قومًا لا يَشغلهم الجنان وما فيها من النعيم عنه، فكيف يُشغلون بالدنيا (٣)؟.

وقال: الدنيا عند اللَّهِ أقلُّ من جناح بعوضةٍ، فما الزهد فيها، إنَّما الزهد في الجنان والحور العين، حتَّى لا يرى اللَّهُ في قلبكَ غيرَه (٤).

وقال الجُنيد: شيء يُروى عن أبي سليمان أنا استحسنْتُه كثيرًا، قوله: من اشثغل بنفسه شُغل عن الناس، ومن اشتغل بربِّه شُغل عن نفسه وعن الناس (٥).

وقال غيره: كان أبو سليمان يقول: خيرُ السَّخاء ما وافق الحاجة (٦).

وقال أبو سليمان: من طلب الدنيا حلالًا واستعفافًا عن المسألة، واستغناءً عن الناس، لقي اللَّه ﷿ يومَ يلقاه ووجهُهُ كالقمر ليلةَ البدر، ومن طلب الدنيا حلالًا مكاثِرًا مفاخرًا لقي اللَّه ﷿ يوم يلقاه وهو عليه غضبان (٧).

وقال أبو سليمان: إنَّ قومًا طلبوا الغنى فحسبوا أنَّه في جمع المال، ألا وإنَّما الغنى في القناعة. وطلبوا الراحة في الكَثْرة، ألا وإنَّما الراحةُ في القِلَّة. وطلبوا الكرامة من الخلق، ألا وإنَّما هي في التقوى. وطلبوا النعمة في اللباس الرقيق اللين، وفي طعامٍ طيبٍ، والنعمة في الإسلام والسِّترِ والعافيةِ (٨).

وكان يقول: لولا قيامُ الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وما أحبُّ البقاء لتشقيق الأنهار ولا لغرس الأشجار (٩).


(١) بعدها في ط: يعني الجنابة، ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٦، ٩٧).
(٢) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٧).
(٣) تاريخ داريا (١١٧)، وابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٩).
(٤) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٩).
(٥) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٨).
(٦) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ٩٨).
(٧) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ١٠٠).
(٨) ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ١٠١).
(٩) بعدها في ط: وإنما أحبها لصيام الهواجر وقيام الليل. ابن عساكر (المجلد ٤٠/ ١٠٣)، وصفة الصفوة (٤/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>