للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عمر بن النحاس وذكر أحمد يومًا، فقال: ، في الدِّين ما كان أصبره (١)، وبالصالحين ما [كان] ألحقه، وبالماضين ما كان أشبهه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

وقال بشر بن الحارث الحافي بعدما ضُرب أحمد بن حنبل: أدخل الكير فخرج ذهبًا أحمرَ.

وقال الميموني: قال لي عليّ بن المديني بعدما امتحن أحمد وقبل أن يمتحن: يا ميموني، ما قام أحدٌ في الإسلام ما قام أحمد بن حنبل. فعجبت من هذا عجبًا شديدًا، وذهبْتُ إلى أبي عُبيد القاسم بن سلام، فحكيت له مقالةَ عليّ بن المديني، فقل: صدَقَ، إنَّ أبا بكر الصِّدّيق وجَدَ يومَ الرِّدَّة أنصارًا وأعوانًا، وإنَّ أحمد بن حنبل لم يجدْ أعوانًا ولا أنصارًا. ثم أخذ أبو عبيد يُطري أحمد، ويقول: لستُ أعلمُ في الإسلام مثلَه.

وقال إسحاق بن رَاهَوَيْه: أحمد بن حنبل حجَّةٌ بين اللَّه وبين عبيده في أرضه.

وقال عليُّ بن المديني: إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمدُ بن حنبل لم أبال إذا لقيت ربِّي كيفَ كانَ.

وقال علي أيضًا: اتخذت أحمدَ حجَّةً فيما بيني وبين اللَّه ﷿. ثم قال: ومن يَقْوَى على ما يقوى عليه أبو عبد اللَّه؟.

وقال يحيى بن مَعين: كان في أحمدَ بن حنبل خصالٌ ما رأيتها في عالم قطّ، كان محدِّثًا، وكان حافظًا، وكان عالمًا، وكان ورِعًا، وكان زاهدًا، وكان عاقلًا.

وقال يحيى بن مَعين أيضًا: أراد النَّاس منَّا أن نكونَ مثلَ أحمد بن حنبل، واللَّه ما نقوى أن نكونَ مثلَ أحمد، ولا في طريق أحمد.

وقال [محمد بن يحيى] (٢) الذهليّ: اتخذت أحمد بن حنبل حجَّة فيما بيني وبين اللَّه ﷿.

وقال هلال بن الملك الرقى (٣): مَنَّ اللَّهُ على هذه الأمة بأربعة: بالشافعيِّ؛ فهم الأحاديثَ وفسَّرها للناس، وبيَّن المجمل من المفسَّر (٤)، والخاصّ والعامّ، والناسخ من المنسوخ؛ وبأبي عُبَيد عرف الغريب وفسَّر؛ وبيحيى بن مَعين، نَفَى الكذِبَ من الأحاديث؛ وبأحمد بن حنبل، ثبت في المحنة؛ لولا هؤلاء الأربعة لهلك الناس.

وقال أبو بكر بن أبي داود: أحمد بن حنبل مقدَّم على كُلِّ من حمل بيده قلمًا ومحبرة، يعني: في عصره.


(١) بعدها في ط: وعن الدنيا ما كان أصبره، وفي الزهد ما كان أخبره.
(٢) زيادة من ب، ظا. وفي أ: وقال عن الذهلي.
(٣) في ط: هلال بن المعلى الرقي.
(٤) في ط: مجملها من مفصّلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>