للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصُّوليّ، الشاعر الكاتب، وهو عمّ محمّد بن يحيى الصُّولي (١). وكان جدُّه صُول تكين ملك جُرْجان، وكان أصله منها، ثم تمجّس، ثم أسلَمَ على يدي يزيدَ بن المهلّب بن أبي صُفْرة.

ولإبراهيم هذا ديوان شعرٍ ذكره ابنُ خلكان واستجادَ من شعره أشياء؛ منها قولُه (٢):

وَلَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بها (٣) الفَتَى … ذَرْعًا وعِنْدَ اللَّهِ منها مَخْرَجُ

كَمَلَتْ (٤) فلمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُها … فُرِجَتْ وكُنْتُ أظُنُّها لا تُفْرَجُ

ومنها قوله (٥):

كُنْتَ السَّوادَ لِمُقْلَتي … فَبَكَى عَلَيْكَ النَّاظِرُ

مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ … فعلَيْكَ كُنْتُ أحاذِرُ

ومن ذلك ما كَتَبَ به إلى الوزير المعتصم محمد بن عبد الملك بن الزيات (٦):

وَكُنْتَ أخِي بإخاءَ الزَّمانِ … فلمَّا نَبَا (٧) صِرْتَ حَرْبًا عَوَانَا

وَكُنْتُ أذُمُّ إليكَ الزَّمَانَ … فأصْبَحْتُ منكَ أذُمُّ الزَّمَانَا

وَكُنْتُ أعِدُّكَ لِلنَّائباتِ … فَهَا أنا أطْلُبُ مِنْكَ الأمَانَا

وله أيضًا (٨):

لا يَمْنَعَتكَ خَفْضُ العَيْشِ في دَعَةٍ … نُزُوعُ نَفْسٍ إلى أهْلٍ وأوطانِ

تَلْقَى بِكُلِّ بِلادٍ إنْ حَلَلْتَ بِهَا … أهْلًا بأهْلٍ (٩) وجيرانًا بجِيرانِ (١٠)

وكانت وفاته بمنتصف شعبان من هذه السنة بِسُرَّ مَن رأى؛ .


(١) في الوفيات (١/ ٤٥) وهو عم والد أبي بكر محمد بن يحيى بن عبد اللَّه بن العباس الصولي، صاحب كتاب الوزراء وغيره من المصنفات.
(٢) الطرائق الأدبية ديوانه ١٧١، ومعجم الأدباء (١/ ١٨٧)، ووفيات الأعيان (١/ ٤٦).
(٣) في النسخ: لها، والمثبت من ط ومصادر الشعر.
(٤) في الوفيات: ضاقت.
(٥) يرثي ابنه، الطرائف الأدبية ديوانه (١٦٩)، والأغاني (١٠/ ٤٩)، ومعجم الأدباء (١/ ١٧٧)، ووفيات الأعيان (١/ ٤٧).
(٦) الطرائف الأدبية ديوانه (١٦٦)، معجم الأدباء (١/ ١٧١)، ووفيات الأعيان (١/ ٤٦)، والأغاني (١٠/ ٥٧).
(٧) في ظا، ط: ثنى.
(٨) الطرائف الأدبية ديوانه (١٥١)، ومعجم الأدباء (١/ ١٩٢)، ووفيات الأعيان (١/ ٤٦).
(٩) معجم الأدباء: أرضًا بأرضٍ، وفي الديوان: دارًا بدار.
(١٠) في ط: وأوطانًا بأوطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>