للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه (١).

وروى الخطيب (٢) البغدادي: أنَّ عليَّ بن الجَهم دخَلَ على المتوكِّل وفي يده دُرَّتان يقلِّبُهما، فأنشده قصيدتَه التي يقولُ فيها:

وإذا مَرَرْتَ بِبِئرِ عُرْ … وَةَ فاسْتَقِي من مائها (٣)

فأعطاه التي في يمينه وكانت تساوي مئة ألف. ثم أنشد (٤):

بِسُرَّ مَنْ رأى أميرُ عَدْلٍ … تَغْرِفُ مِنْ بَحْرِهِ البِحارُ

يُرْجَى ويُخْشَى لِكُلِّ خَطْبٍ … كَأنَّهُ جَنَةٌ وَنَارُ

المُلْكُ فِيهِ وفي بَنِيهِ … ما اخْتَلَفَ اللَّيْلُ والنَّهَارُ

يَدَاهُ في الجُودِ ضَرَّتانِ … عَلَيْهِ كِلْتَاهُما تَغَارُ

لَمْ تَأْتِ مِنهُ اليَمينُ شَيئًا … إلا أتَتْ مِثْلَهُ اليَسَارُ

قال: فأعطاه التي في يساره أيضًا.

قال الخطيب (٥): وقد رويت (٦) هذه الأبيات للبُحتري في المتوكل.

وروى ابنُ عساكر (٧)، عن عليِّ بن الجهم، قال: وقفت قبيحة حظيّةُ المتوكِّل بين يديه وقد


= للسنة فليس في ترك ذلك إيذاء له، وليس هذا القيام المذكور في قوله : "من سره أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار"؛ فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد، ليس هو أن يقوموا لمجيئه إذا جاء، ولهذا فرقوا بين أن يقال: قمت له، وقمت إليه، والقائم للقادم ساواه في القيام، بخلاف القائم للقاعد. اهـ.
(١) انظر مختصر ابن عساكر (٦/ ٨٨).
(٢) تاريخ بغداد (٧/ ١٦٧)، مختصر ابن عساكر (٦/ ٨٩)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٢)، وتاريخ الخلفاء للسيوطي (٣٥٦).
(٣) ديوان علي بن الجهم صفحة (٣٧)، وبئر عروة بالمدينة المنورة، ماؤه أطيب المياه، كان يحمل منه لهارون الرشيد في القوارير.
(٤) تاريخ بغداد (٧/ ١٦٧).
(٥) المصدر السابق.
(٦) في الأصول: وقد رويت هذه الأبيات لعلي بن هارون البحتري في المتوكل، والتصحيح من تاريخ بغداد (٧/ ١٦٧). وعلي بن هارون هذا راوية للشعر، ومن ندماء الخلفاء، توفي سنة ٣٥٢ هـ، وقد ذكره الخطيب بعد ذلك على أنه أنشد الأبيات للبحتري، قال: أخبرنا علي بن أيوب القمي، أخبرنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أنشدني علي بن هارون للبحتري. . وذكر الأبيات.
(٧) مختصر ابن عساكر (٦/ ٩٠). والأبيات الثلاثة الأولى في الأغاني (١٩/ ٣١١) منسوبة إلى فضل الشاعرة. والأول والثاني في سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٣)، وتاريخ الخلفاء للسيوطي (٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>