للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْتَظِروا الدّنيا فقد (١) اقتربَتْ … وعن قَليل تَلِدُ الآخِرَهْ

وله أيضًا (٢):

أعط يا نفْسُ وهاتي … توبةً قَبْلَ المَمَات

قَبْلَ أن يفجَعَنا الدَّهْـ … ـرُ بِبينٍ وشَتات

لا تخونيني إذا متُّ … وقامَتْ بي نُعاتي (٣)

إنَّما الوافي بعَهْدي … مَنْ وَفَى بَعْدَ وَفَاتي (٤)

وقال الصُّوفي: نظر ابن المعتزّ في حياة أبيه الخليفة إلى جاريةٍ فأعجبته، فمرض من حبِّها، فدخل أبوه عليه عائدًا، فقال له: كيف تجدُك؟ فأنشأ يقول:

أيُّها العاذِلون لا تعذُلوني … وانظروا حُسْنَ وَجْهِها تعذروني

وانظروا هل تَرَوْنَ أحسَنَ منها … إنْ رأيْتُم شبيهَها فاعذُلُوني

ففحص أبوه عن القضية، واستعمل خبرَ الجارية، ثم بعث إلى سيّدها فاشتراها بسبعة آلاف دينار، وبعثها إليه (٥).

وقد ذكرنا أنَّ في ربيع الأول من هذه السنة اجتمع القوّاد والأعيان والقضاة على خلْعِ المقتدر وتولية عبد اللّه بن المعتزّ هذا، ولقّب بالمرتضى، أو المنتصف باللّه. فما مكث في الخلافة إلا يومًا أو بعض يوم، ثم غلب المقتدر، وقتل عامَّةَ مَن خرج معه، واعتقله في دار السلطان عند مؤنس الخادم، فقُتِلَ في أوائل ربيع الآخر لليلتين خلتا منه.

ويقال: إنه أنشد في آخر يوم من حياته [وهو معتقل] (٦):

يا نفْسُ صَبْرًا لعلَّ الخيرَ عُقْبَاكِ … خانتكِ مِنْ بَعْدِ طُولِ الأمْنِ دنياكِ

مَرَّتْ بنا سَحَرًا طيرٌ فقلْتُ لها: … طُوبَاكِ يا ليتني إيَّاكِ طُوباكِ

إنْ كان قَصْدُكِ شَرْقًا فالسَّلامُ على … شاطِي الصّراةِ (٧) ابلغي إنْ كانَ مسراكِ


(١) في ط: وقد أدبرت، وفي المنتظم: فقد أقربت، وهما أصح في الوزن.
(٢) المنتظم (٦/ ٨٦).
(٣) في ب، ظا: نعياتي.
(٤) في آ: مماتي.
(٥) المنتظم (٦/ ٨٥) وفيه البيتان.
(٦) زيادة من ب، ظا. والأبيات في المنتظم (٦/ ٨٨)، ومعاهد التنصيص (٢/ ٤٥).
(٧) في معاهد التنصيص: الفرات .. مثواك.

<<  <  ج: ص:  >  >>