للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا مَسَّكَ شيءٌ مسَّني … فإذا أنتَ أنا لا نفترقْ (١)

وقوله أيضًا:

مُزِجَتْ رُوحُكَ في روحي كما … تُمزجُ الخَمْرةُ بالماءِ الزُّلالْ

فإذا مَسَّكَ شيءٌ مَسَّني … فإذا أنتَ أنا في كُلِّ حالْ (٢)

وله أيضًا:

قد تحقَّقْتُكَ في سِرِّ (م) … ي فناجاك (٣) لساني

فاجْتَمَعْنا لمعانٍ (٤) … وافْتَرَقْنا لمعانِ

إن يكن غَيَّبَكَ التَّعْـ … ـظيمُ عن لحظِ العِيَانِ

فلقد صَيَّركَ الوَجْـ … ـدُ منَ الأَحْشَاءِ دانِ

وقد أُنشد لابنِ عطاء قولُ الحلَّاج.

أُريدكَ لا أُريدكَ للثوابِ … ولكنِّي أُريدكَ للعِقابِ

وكل مآربي قد نِلْتُ منها … سوى ملذوذِ وَجْدي بالعَذَابِ (٥)

فقال ابن عطاء: هذا مما يتزايد به عذاب الشَّغَف، وهيام الكَلَف، واحتراق الأسف، فإذا صفا ووفى علا إلى مشرب عَذْب، وهَطْلٍ من الحَقِّ دائمٍ سَكْبٍ.

وقد أُنشد أبو عبد الله بن خفيف قولَ الحلَّاج:

سُبْحانَ منْ أظهر ناسوتَه … سِرُّ سَنا لاهوتِهِ الثَّاقبِ

ثُمَّ بدا في خَلْقه ظاهرًا … في صورةِ الآكلِ والشَّارِبِ

حتَّى لقدْ عايَنَهُ خَلْقُهُ … كلَحْظةِ الحاجبِ بالحاجبِ (٦)

فقال ابن خفيف: على من يقول هذا لعنة الله. فقيل له: إن هذا من شِعْر الحسين بن منصور.

فقال: ربما يكون مقولًا عليه (٧).


(١) ديوان الحلاج (٧٧).
(٢) ديوانه (٨٢).
(٣) في (ب) و (ح) و (ظا) يخاطبك، وفي الديوان (١١٦) فتناجاك. وفي (ط) وتاريخ بغداد (٨/ ١١٥) فخاطبك، وما أثبتناه هو الأشبه.
(٤) في الديوان (١١٦) بمعان.
(٥) ديوان الحلاج (٤٣).
(٦) ديوان الحلاج (٤١).
(٧) انظر بداية الحلاج لابن باكويه في الأصول الأربعة (٤٤) وتاريخ بغداد (٨/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>