للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما ينسب إليه من الشعر قوله:

أرْسَلْتَ (١) تسألُ عنّي كيفَ كنتُ وما … لاقيتُ بَعْدَك منْ هَمٍّ ومن (٢) حَزَنِ

لا كنتُ إن كنتُ أدري كيف كنتُ ولا … لا كنتُ إن كنت (٣) أدري كيف لم أكنِ (٤)

قال القاضي ابن خَلِّكان: ويُروى لسَمْنُون لا للحَلَّاج (٥).

ومن شعره أيضًا فوله:

متى سَهِرتْ عيني لغيركَ أو بَكَتْ … فلا أُعْطيتْ ما مُنِّيَتْ وَتَمنَّتِ (٦)

وإن أضْمَرَتْ نفسي سِواكَ فلارَعَتْ … رياضَ المُنى منْ وَجْنَتيكَ وجُنَّتِ (٧)

ومن شِعْره أيضًا:

دُنيا تُغَالِطُني كأنِّـ … ـي لستُ أعرفُ حالَها

حَظَرَ المليكُ حَرَامها … وأنا احتميتُ حلالَها

وَوَجَدْتُها محتاجةً … فوهَبْتُ لذَّتها لها (٨)

وقد كان [الحلاج] (٩) يتلوَّن في ملابسه، فتارةً يَلْبَسُ لباسَ الصُّوفيَّة، وتارةً يتجرَّد في ملابس مُزْرية، وتارة يلبس لباس الأجناد، ويعاشر أبناء الدُّنْيا (١٠)، وقد رآه بعضُهم (١١) في لباس رثٍّ وبيده رَكْوة وعُكَّاز، وهو سائحٌ، فقال له: ما هذه الحال (١٢)؟ فأنشأ يقول:

لئن أمسيتُ في ثَوْبي عديمٍ … لقد بَلِيا على حُرٍّ كريمِ

فلا يَغْرُرْكَ إن أبْصَرْتَ حالًا … مغيَّرةً عن الحالِ القديمِ


(١) في (ط): أوشكت، وهو تحريف.
(٢) ساقطة من (ط).
(٣) ساقطة من (ط).
(٤) ديوانه (١١٨).
(٥) وفيات الأعيان (٢/ ١٤٤).
(٦) على هامش (ح) و (ب): فلا بلغت ما أملت وتمنت. وفي (ط): فلا أعطيت ما أملت.
(٧) ديوانه (١١٧).
(٨) ديوانه (٨٠) مع اختلاف في اللفظ.
(٩) ما بين حاصرتين من (ط).
(١٠) في (ط) ويعاشر أبناء الأغنياء والملوك والأجناد.
(١١) في (ط) بعض أصحابه.
(١٢) في (ط): يا حلاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>