للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو أنَّ عُمْري كان طَوْعَ مشيئتي … وساعَدَني المِقْدارُ قاسَمْتُهُ العُمْرا

بنفسي ثرىً ضَاجَعْتَ في تُربِهِ البلى … لقد ضمَّ منكَ الغَيْثَ واللَّيْثَ والبَدْرا (١)

ومن شعره الذي رواه الخطيب من طريق أبي بكر محمدِ بنِ يحيى الصُّولي النَّديم عنه قوله:

كلُّ صفْوٍ إلى كَدَرْ … كل أمْنٍ إلى حَذَرْ

ومصيرُ الشَّبابِ لِلْـ … ـــــــــــمَوْتِ فيه أو الكِبَرْ

دَرَّ دَرُّ المشيبِ منْ … واعِظٍ يُنْذرُ البَشَرْ

أيُّها الآمِلُ الذي … تاهَ في لُجَّةِ الغَرَرْ

أينَ منْ كانَ قَبْلَنَا؟ … دَرَسَ العَيْنُ والأثَرْ

سيَرُدُّ المُعارَ منْ … عُمْرُهُ كلُّهُ خَطَرْ

رَبِّ إني ذَخَرْتُ عِنْـ … ــــــــــدَكَ أرجوكَ مُدَّخَرْ

إنني مُؤْمنٌ بما (٢) … بَيَّنَ الوَحْيُ في السُّوَرْ

واعترافي بتَرْكِ نَفْـ … ــــــــــــعي وإيثاريَ الضَّررْ

ربِّ فاغْفِرْ ليَ الخَطِيْـ … ــــــــــــــئَةَ يا خَيْرَ منْ غَفَرْ (٣)

ومما أنشده له ابنُ الجوزي في "منتظمه":

لا تعذلي كرمي (٤) على الإسرافِ … ربحُ المحامدِ متجرُ الأشْرَافِ

أجري كآبائي الخلائفِ (٥) سَابقًا … وأشيدُ ما قد أسَّسَتْ أَسْلافي

إني من القوم الذينَ أكفُّهمْ … معتادةُ الإخلافِ والإتْلافِ (٦)

وقد كانت وفاته بعِلَّة الاستسقاء في ليلة السادس عشر من ربيعٍ الأوَّل من هذه السنة. وكان قد أرسل إلى بجكم وهو بواسطَ ليعهد إلى ولده الأصغر أبي الفَضْل، فلم يتفق له ذلك، وبايع النَّاس أخاه المُتَّقي لله إبراهيم بن المقتدر، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.


(١) المصدر السالف.
(٢) في (ط): ربِّ إني مؤمن بما، ووزنه غير مستقيم.
(٣) تاريخ بغداد (٢/ ١٤٤ - ١٤٥) وانظر أخبار الراضي (١٨٥).
(٤) في (ط): لا تكثرن لومي.
(٥) في (ط) أحوي لما يأتي المكارم سابقًا.
(٦) المنتظم (٦/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>