للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب -وهو ابن سفيان الفَسَوي- حدّثني محمد بن عبد العزيز، حدّثنا ضَمْرة (١)، عن السري بن يحيى، عن رياح بن عَبيدة قال: رأيتُ رجلًا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدًا على يديه، فقلت في نفسي: إن هذا الرجل جاف، قال (٢): فلما انصرف من الصلاة قلت: مَن الرجل الذي كان معتمدًا على يدك آنفًا؟ قال: وهل رأيته يا رياح؟ قلت: نعم. قال: ما أحسبك إلا رجلًا صالحًا، ذاك أخي الخضِر بشّرني أني سألي وأعدل (٣).

قال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي (٤): الرَّملي مجروح عند العلماء (٥). وقد قدح أبو الحسين بن المنادي في ضمرة، والسري، ورياح (٦). ثمّ أورد من طرق أُخر عن عمر بن عبد العزيز أنه اجتمع بالخضر، وضعَّفها كلَّها (٧).

وروى ابن عساكر أيضًا أنه اجتمع بإبراهيم التيمي، وبسفيان بن عُيينة وجماعة يطول ذكرهم (٨). وهذه الروايات والحكايات هي عُمدة مَن ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكُلٌّ من الأحاديث المرفوعة ضعيفة


(١) في أ و ط: (حمزة) وهو سهو، وأثبتا ما في ب، وسيذكره المؤلف بعد قليل على الصواب.
(٢) في ط: حافي. وفي ب: حافٍ فلما.
(٣) مختصر ابن عساكر (٨/ ٦٩ - ٧٠).
(٤) كلام ابن الجوزي صحيح، وقد ذكره في كتابه الضعفاء (٣/ ٧٧)، وهو محمد بن عبد العزيز العمري الرملي، قال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: كان عنده غرائب ولم يكن عندهم بالمحمود هو إلى الضعف ما هو، وقال البزار: لم يكن بالحافظ، لكن وصفه يعقوب بن سفيان بالحفظ ووثقه العجلي وحده، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما خالف. وقد انتقى الإمام البخاري حديثين من حديثه أحدهما في التفسير والثاني في الاعتصام (تحرير التقريب ٣/ ٢٨٢ - ٢٨٣).
(٥) هو محمد بن عبد العزيز الرملي. قال ابن حجر: صدوق يهم. التقريب (٢/ ١٨٦).
(٦) كلام ابن المنادي هذا، إن صح عنه، فيه نظر، فإن ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني ثقة يهم قليلًا وإن قال الحافظ ابن حجر: "صدوق يهم قليلًا" فقد وثقه الأئمة: ابن معين، وأحمد، والنسائي، وآدم بن أبي إياس، وابن سعد، وابن حبان، والعجلي، ولم يتكلم فيه سوى زكريا الساجي، وله أوهام قليلة (تحرير التقريب ٢/ ١٥١ - ١٥٢). أما السري ابن يحيى فهو ثقة ولم يضعفه سوى الأزدي، وتضعيفه شبه لا شيء لأنه متكلم فيه كما في التقريب، ورياح بن عبيدة ثقة أيضًا كما في التقريب.
(٧) زاد هنا في ب: وذكر ابن عساكر في ترجمة رجل تطلبه سليمان بن عبد الملك أنه فرّ منه في البلاد يمينًا وشمالًا، فجينما هو يومًا في بعض الأماكن إذا رجل يصلي، فاقترب، فلما سلّم قال له: لعل هذا الطاغي أخافك؟ قال: نعم. فقال: قل: سبحان الله الواحد الذي ليس غيره إله، سبحان القديم الذي لا بادئ له. سبحان الدائم الذي لا نفاد له. سبحان الذي كل يوم هو في شأن. سبحان الذي يحيي ويميت. سبحان الذي خلق ما يُرى وما لا يُرى. سبحان الذي علِمَ كل شيء بغير تعَلُّم. قال: فلما قلتها أمن قلبي ورجعت إلى سليمان فأجلسني معه على الفراش وقال: ساحر والله لقد أردت قتلك فما تمالكت إذ رأيتك أني أجلستك معي. فقلت: إن من قصتي كذا وكذا. فقال: الخضر والله، والله الخضر، والله.
(٨) مختصر تاريخ دمشق (٨/ ٦٨ - ٧٠).