للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ أبو إسحاق (١): وليس هذا بمسلَّم، فإن أبا حامد وأمثاله بالنسبة إلى الشافعي كما قال الشاعر:

نَزَلُوا بِمكَّةَ في قبائلِ نَوْفَلِ … وَنَزَلْتُ بالبيداءِ (٢) أبعد مَنْزِلِ

قال ابن خلّكان (٣)، وله من المصنفات: "التعليقة الكبرى"، وله كتاب "البستان" وهو صغير فيه غرائب. قال: وقد اعتذر إليه بعض الفقهاء في بعض المناظرات، فأنشأ الشيخ [أبو حامد] يقول:

جَفَاءٌ جَرى جَهْرًا لَدَى النَّاسِ وَانْبَسَطْ … وَعُذْرٌ أتى سِرًّا فأكَّدَ ما فَرَطْ

وَمَنْ ظَنَّ أنْ يَمْحُو جَلِيَّ جَفَائِهِ … خَفِيُّ اعتذارٍ فَهُوَ في أعْظَمِ الغَلَطْ

وكانت وفاته ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال من هذه السنة، ودفن بداره بعدما صلّي عليه بالصحراء، وكان الجمعُ كثيرًا، والبكاء غزيرًا، ثمّ نقل إلى مقبرة باب حرب في سنة عشر وأربعمئة.

قال ابن الجوزي: وبلغ من العمر إحدى وستين سنة وأشهرًا. رحمه اللَّه تعالى.

عُبَيد اللَّه بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مِهْران (٤) أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ.

سمع المَحاملي، ويوسف بن يعقوب، وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري، وكان إمامًا ثقة، ورعًا وقورًا، كثير الخير، يقرأ القرآن [كثيرًا]، ثمّ يسمع الحديث، وكان معظّمًا جليلًا. إذا قدم على أبي حامد الإسفراييني نهض إليه حافيًا فتلقّاه إلى باب المسجد [توفي وقد] جاوز الثمانين.

الشريف الرضي (٥) محمد بن [الطاهر أبو أحمد] الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن العلوي، لقّبه بهاءُ الدولة بالرضيّ ذي الحَسَبَيْن، ولقّب أخاه المرتضى ذي المجدين، وكان نقيب الطالبيين ببغداد بعد أبيه، وكان فاضلًا ديّنًا، قرأ القرآن بعد ثلاثين سنة من عمره، وحفظ طرفًا جيدًا من الفقه وفنون العلم، وكان


(١) طبقات الفقهاء (١٠٣).
(٢) في (ب): في البيداء.
(٣) وفيات الأعيان (١/ ٧٣).
(٤) تاريخ بغداد (١٠/ ٣٨٠)، المنتظم (٧/ ٢٧٨)، معرفة القراء الكبار (١/ ٢٩٢)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢١٢)، شذرات الذهب (٣/ ١٨١).
وقد ورد اسمه في الأصلين و (ط): عبد الرحمن، وهذا خطأ تابع به المؤلف ابن الجوزي في المنتظم. وما أثبت من مصادر الترجمة.
(٥) تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٦)، المنتظم (٧/ ٢٧٩)، الكامل في التاريخ (٩/ ٢٦١)، وفيات الأعيان (٤/ ٤١٤)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٨٥)، الوافي بالوفيات (٢/ ٢٧٤)، شذرات الذهب (٣/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>