للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاعرًا مطبقًا، سخيًا جوادًا ورعًا، قال بعضهم: كان الشريف الرضي أشعر قريش، فمن شعره المستجاد قوله:

اشْتَرِ العزَّ بما شِئْـ … ــتَ فما العِزُّ بغالِ

بالقِصَارِ الصُّفْرِ إن شِئْـ … ــتَ وبالسُّمرِ الطِّوالِ (١)

ليسَ بالمَغْبُونِ عَقْلًا … مَنْ شَرَى العزَّ بمالِ (٢)

إنّما يُدّخَرُ الما … لُ لحاجاتِ الرِّجالِ

والفتى مَنْ جَعَلَ الأموا … لَ أثْمَانَ المَعَالي

ومن شعره :

يا طائِرَ البانِ غِرْيدًا على فَنَنٍ … مَا هَاجَ نَوْحكَ لي يا طَائِرَ البانِ

هلْ أنتَ مُبلغُ من هامَ الفؤادُ بهِ … إنَّ الطليقَ يُؤدِّي حَاجَة العَاني

جِنَايةً ما جَنَاهَا غيرُ مُقْلَتِه (٣) … يومَ الوداعِ فَوا شوقي إلى الجاني

لَوْلا تَذكرُ أيامِ بذِي سَلَمٍ … وعِنْدَ رَامةَ أوْطارِي وَأوطَاني

لَمَا قَدَحْتُ بِنَارِ الشَّوْقِ (٤) في كبدي … وَلا بَلَلْتُ بِماءِ الدَّمْعِ أجْفَانِي

وقد نسب إلى الرضي قصيدة ترامى فيها على الحاكم العُبيدي، ويودّ أن لو كان ببلده وفي حوزته، وياليت أن ذلك كان حتى يرى كيف كان منزلته عنده، ولو أنّ الخليفة العباسيّ أجاد السياسة لسيّره إليه ليقضي مراده، ويعلم الناس كيف حاله، ولكن حلم العباسيين غزيز (٥)، يقول في هذه القصيدة:

ألْبِسُ الذُّلّ في بِلاد الأعادِي … وَبمصْرَ الخَلِيْفةُ العَلَويّ

مَنْ أبوهُ أبي ومولاه مَوْلا … يَ، إذَا ضَامَنِي البَعيدُ القَصِيّ

إنَّ عِرْقي بِعِرقةِ سيّد النّا … سِ جَمِيعًا محمَّد وَعَلِيّ

إنَّ خَوْفِي بِذَلِكَ الرّبْع أمنٌ … وأوامي بِذَلِكَ الورْد رِيّ

فلما سمع الخليفة [القادر] بأمر هذه القصيدة انزعج وبعث إلى أبيه الشريف الطاهر أبي أحمد


(١) في (ط):
بالقصار إن شئـ … ــت أو بالسمر الطوال
(٢) في (ط):
ليس بالمغبون عقلًا … من شرى عزًا بمال
(٣) في (ط): متلفنا.
(٤) في (ط): الوجد.
(٥) ثمة اختلاف بسيط في العبارة بين (أ) و (ب) و (ط)، لكن مؤدّاها واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>