للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيمن حمل الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، ودفن إلى جانب بشر الحافي، في قبر رجل كان قد أعدَّه لنفسه، فسئل أن يتركه للخطيب، فشحّت به نفسه، حتى قال له بعض الناس: باللَّه عليك لو قُدّمت أنت والخطيب إلى بشر، أيُّكما كان يجلس إلى جانبه؟ فقال: الخطيب، فقيل: فاسمح له به. فوهبه له، فدفن فيه وأكرم مثواه، وهو ممن ينشد له قول الشاعر:

ما زلتَ تدأبُ في التاريخ مجتهدًا … حتى رأيتُك في التاريخِ مكتُوبا

وحكى ابن خلِّكان عن السّمعاني: أنّه توفّي في شوال (١)، وأنّه تصدّق بجميع ماله، وأوقف كتبه، (٢).

حسّان بن سعيد بن حسّان بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن محمد بن مَنِيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المَنِيعي (٣).

كان في شبابه يجمع بين الزهد والتجارة، حتى ساد أهلَ زمانه، ثمّ ترك ذلك، وأقبل على العبادة، والزهد، والبرّ، والصّلة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبناء المساجد والرباطات، وكان السلطان يأتي إليه، ويتبرّك به، ولما وقع الغلاء كان يعمل كل يوم شيئًا كثيرًا من الخبز والطعام فيتصدّق به، وكان يكسو في كلِّ سنة قريبًا من ألف نفس ثيابًا وجبابًا وفِراءً، وكذلك [كان يكسو الأرامل وغيرهن من] النساء، ويجهّز بنات الفقراء الأيتام، وأسقط أشياء كثيرة من المكوس والوظائف السلطانيّة عن نيسابور وقراها، وهو في غاية التبذّل والثياب الأطمار (٤)، ولم يزل كذلك حتى كانت وفاته ببلدة مَرو الرُّوذ في هذه السنة، تغمّده اللَّه برحمته، آمين.

محمد بن الحسن بن حمزة (٥) أبو علي الجعفري، فقيه الشّيعة في زمانه.

محمد بن وِشاح بن عبد اللَّه (٦) أبو علي، مولى أبي تمّام محمد بن علي بن الحسن الزَّيْنَبي.

سمع الحديث، وكان أديبًا شاعرًا، وكتب لنقيب النقباء الكامل، وكان ينسب إلى الاعتزال والرَّفض، ومن شعره:


(١) لا يصح هذا.
(٢) من قوله: وحكى ابن خلكان. . إلى هنا ساقط من (ط).
(٣) الأنساب (المنيعي)، المنتظم (٨/ ٢٧٠)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٦٩)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٢٦٥)، شذرات الذهب (٣/ ٣١٣).
(٤) "الثوب الطِّمر": الخَلَق البالي.
(٥) المنتظم (٨/ ٢٧١)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٦٨) واسمه فيهما: محمد بن الحسين.
(٦) تاريخ بغداد (٣/ ٣٣٦)، المنتظم (٨/ ٢٧١)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٢٩٦) عرضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>