للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأثنى عليه غير واحد، حتى ابن عقيل وابن الجوزي وغيرهما (١)، .

عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا (٢) أبو القاسم الشاعر، من أهل الحريم الطاهريّ.

ولد سنة عشر وأربعمئة، وكان أديبًا، شاعرًا، ماهرًا، غير أنّه رماه بعضهم برأي الأوائل، وأنكر أن يكون في السماء نهر من ماءٍ، أو نهر من لبن، أو نهر من خمر، أو نهر من عسل، يعني في الجنة، وما يسقط من ذلك قطرة إلا هذا الذي يخرّب ويهدّم السقوف، وهذا الكلام كفر من قائله لعنه الله، نفله ابن الجوزي في "المنتظم"، وحكى بعضهم أنّه وجد في كفّه مكتوبًا حين مات هذين البيتين:

نزلت بجارٍ لا يُخيِّبُ ضَيْفَهُ … أرَجِّي نجاتي من عذابِ جَهَنَّمِ

وإنّي على خوفي من اللهِ واثقٌ .... بإنعامِه والله أكرمُ مُنْعمِ

مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم (٣) أبو عبد الله البانياسيّ الشاميّ.

[وقد كان له اسم آخر سمّته به أمّه: علي، أبو الحسن، فغلب عليه ما سمّاه به أبوه به]، وسمع الحديث على مشايخ كثيرة، وكان آخر من حدّث عن أبي الحسن بن الصَّلْت، هلك في سوق الرَّيحانيين (٤)، وله ثمانون سنة، وكان ثقة عند المحدِّثين.

السلطان ملك شاه (٥) جلال الدين والدولة، أبو الفثح ملك شاه بن أبي شجاع ألْب آرْسَلان بن داود بن ميكائيل بن سُلجوق بن تُقَاق التركي.

ملك من أقصى بلاد الترك إلى أقصى بلاد اليمن، وراسله الملوك من سائر الأقاليم والأقطار، حتى ملك الروم، والخزر، واللان. وكانت دولته صارمة، والطرقات في أيامه آمنة، وكان مع عظمته يقف للمسكين والمرأة والضعيف [فيقضي حوائجهم] وعفر العمارات الهائلة، وبنى القناطر، وأسقط


(١) نقل ابن الجوزي في المنتظم (٩/ ٦٧) نص كلام ابن عقيل من خطه: وأما النظام، فإن سيرته بهرت العقول جودًا وكرمًا وحشمة وإحياءً لمعالم الدين، فبنى المدارس، ووقف عليها الوقوف، ونعش العلم وأهله، وعمر الحرمين، وعمر دور الكتب، وابتاع الكتب، فكانت سوق العلم في أيامه قائمة .. ، وما ظنك برجل كان الدهر في خفارته؛ لأنه قد أفاض من الإنعام ما أرضى الناس.
(٢) المنتظم (٩/ ٦٨)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢١٨)، الوافي بالوفيات (١٨/ ١٦)، وضبط ناقيا، بالنون وبعد الألف الأولى قاف وياء آخر الحروف. وقد تحرفت في الأصل و (ط) إلى: باقيا، بالباء.
(٣) المنتظم (٩/ ٦٩)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٢٦)، النجوم الزاهرة (٥/ ١٣٧)، شذرات الذهب (٣/ ٣٧٦).
(٤) يعني حين احتراق هذا السوق في تاسع جمادى الآخرة، كما ذكر تلميذه أبو علي بن سكرة (تاريخ الإسلام ١٠/ ٥٥٢) (بشار).
(٥) المنتظم (٩/ ٦٩)، أخبار الدولة السلجوقية (٥٥)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢١٠ - ٢١٤)، الوفيات (٥/ ٢٨٣) سير أعلام النبلاء (١٩/ ٥٤)، النجوم الزاهرة (٥/ ١٣٤)، شذرات الذهب (٣/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>