للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث شعبةُ (١).

وقال مسلم (٢): حدّثنا محمد بن سلمة المرادي، حدّثنا عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي الدرْداء قال: قام رسول الله فصلّى، فسمعناهُ يَقُولُ: "أعوذُ باللهِ مِنْكَ، أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله ثلاثاً، وبَسَطَ يَدَهُ كأنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئاً، فلَمّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ قُلْنا يا رَسُولَ الله سَمِعْناكَ تَقُوْلُ في الصلَّاةِ شَيْئاً لم نَسْمَعك تَقُوْلُهُ قَبْلَ ذلكَ، ورأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قال: "إنَّ عَدُوَّ اللهِ إبْليس جَاءَ بِشِهابٍ مِنْ نارٍ لِيَجْعَلَهُ في وَجْهي فَقُلْتُ أعُوذُ باللّهِ مِنْكَ ثَلاثَ مَرَّاتِ، ثُمَّ قُلْتُ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ الله التَّامَّةِ، فَلَم يَسْتأْخِر ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ. واللهِ لَولا دَعْوَةُ أَخِيْنا سُلَيمانَ لأَصْبَحَ مُوْثَقاً يَلْعَبُ بهِ وِلْدَانُ أهْلِ المدِيْنَة".

وكذا رواه النسائي عن محمد بن سلمة، بة (٣).

وقال أحمد (٤): حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا مسرَّة بن معبد، حدثنا أبو عبيد صاحب سليمان قال: رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائماً يُصلي، فذهبتُ أمرُّ بين يديه، فردّني، ثمّ قال: حدّثني أبو سعيد الخدري أن رسول الله قام فصلّى صلاةَ الصُّبح وهو خلفَه، فقرأ، فالتبسَتْ عليه القراءة. فلمّا فرغ من صلاته قال: "لَوْ رَأَيْتُمُوْني وإبْلِيْس فأَهْوَيْتُ بِيَدِي فما زِلْتُ أخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعابِهِ بَيْنَ أصْبعَيَّ هاتَيْن" الإبهام والتي تليها "ولَولا دَعْوَةُ أخي سُلَيمانَ لأصْبَحَ مَرْبُوطاً بِسَارِيةٍ مِنْ سَوارِي المسْجِدِ يَتَلاعَبُ بهِ صِبْيانُ المدِيْنة، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنْكُم أنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وبَيْنَ القِبْلَةِ أحَدٌ فَلْيَفْعَلْ".

روى أبو داود (٥) منه "فَمَن اسْتَطَاع" إلى آخره، عن أحمد بن سريج، عن أحمد الزبيري، به.

وقد ذكر غير واحد من السلف أنه كانت لسليمان من النساء ألف امرأة سبعمئة بمهور، وثلاثمئة سراري، وقيل بالعكس ثلاثمئة حرائر وسبعمئة من الإماء. وقد كان يطيق من التمتع بالنساء أمراً عظيماً جداً. قال البخاري: حدّثنا خالد بن مَخْلَد، حدّثنا مغيرة بن عبد الرحمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي قالَ: "قال سُلَيْمانُ بنُ دَاودَ: لأَطُوْفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِيْنَ امْرأةً تَحْمِلُ كُلُّ امْرأةٍ فارِساً يُجَاهِدُ في سَبِيْلِ اللهِ. فقالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إنْ شاءَ اللهُ. فلم يَقُلْ، فَلَمْ تَحْمِألْ شَيْئاً إلّا واحِداً ساقِطاً أَحَدُ شِقَّيْهِ". فقال النبي : "لَوْ قَالَها لَجَاهَدُوا في سَبِيْلِ اللهِ". وقال


(١) أخرجه مسلم رقم (٥٤١) في المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، والتعوذ منه، والنسائي في التفسير (٤٦٠)، وهو في سننه الكبرى (١١٤٤٠).
(٢) صحيح مسلم رقم (٥٤٢) في المساجد، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة.
(٣) أخرجه في الصلاة من سننه الكبرى (٥٤٩).
(٤) المسند (٣/ ٨٢ - ٨٣)
(٥) في سننه رقم (٧٠٠) في الصلاة، باب ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه.