للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلِلَّهِ عَصْرٌ أَنْتَ فيه إمامُهُ … وللهِ دينٌ أنْتَ فيه لنا الصَّدْرُ

تقِيتَ على الإنامِ والمُلْكِ كُلَّما … تَقَادَمَ عَصْرٌ أَنْتَ فيه أَتَى عَصْرُ

وأَصْبَحْتَ بالعِيدِ السَّعِيدِ مُهَنَّأً … يُشَرِّفُنا فيه صلاتُكَ والنَّحْرُ

ولما نزل الخليفة عن المنبر ذبح البدنة بيده، ودخل السرادق، وتباكى الناس، ودعَوا للخليفة بالتوفيق والنصر.

ثم دخل السلطان محمود إلى بغداد يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي الحجة، فنزلوا في بيوت الناس وحصل للناس منهم أذى كثير في حريمهم، [ثم إن السلطان راسل الخليفة] (١) في الصلح، فأبى ذلك الخليفة. وركب في جيشه، وقاتل الأتراك، ومعه شرذمة قليلة من المقاتلة، ولكن العامة كلهم معه. فقتل من الأتراك خلق كثير.

ثم جاء عماد الدين زنكي في جيش كثيف من واسط في السفن (٢) إلى السلطان نجدةً. فلما استشعر الخليفة ذلك دعا إلى الصلح. فوَقَعَ (٣) الصلحُ بين الملك (٤) والخليفة، وأخذ الملك يستبشر بذلك جدًّا، ويعتذر إلى الخليفة مما وقع، ثم خرج في أول السنة (٥) الآتية إلى همذان لمرض حصل له.

وفيها -[أي هذه السنة] (٦) - كان أول مجلس تكلم فيه ابن الجوزي على المنبر يعظ الناس، وعمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة، حضره الشيخ أبو القاسم علي بن يعلى العلوي البلخي، وكان سُنِّيًا (٧)، علّمه كلماتٍ ثم أصعده المنبر فقالها، وكان يومًا مشهودًا.

قال ابن الجوزي (٨): وحزر الجمع يومئذ بخمسين ألفًا. [والله أعلم] (٩).

وفيها: اقتتل طُغْتِكين صاحب دمشق وأعداؤه من الفرنج، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، وغنم منهم أموالًا جزيلة، ولله الحمد والمنة.


(١) آ، ب: فراسل.
(٢) ط: سفن.
(٣) عن ط وحدها.
(٤) ط: السلطان.
(٥) ليس في آ.
(٦) ليس في ط.
(٧) ط: نسيبًا.
(٨) المنتظم (٩/ ٢٥٩ - ٢٦٠).
(٩) ليس في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>