للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء بدمشق، فأعفاه الملك] (١) نور الدين، وولّى مكانه القاضي كمال الدين محمد بن] (٢) عبد الله الشهرزوري. وكان من خيار القضاة، وأكثرهم صدقة، وله صدقات جارية بعده، وكان عالمًا بارعًا، وإليه ينسب الشبَّاك الكمالي الذي [يجلس فيه الحكام بعد صلاة الجمعة من المشهد الغربي بالجامع الأموي] (٣).

وممن توفي فيها من الأعيان:

الأمير مجاهد الدين بُزان بن مامين الكردي (٤):

أحد مقدمي جيش الشام، قبل الملك نور الدين وبعده. وقد ناب في مدينة صرخد مدة. وكان شهمًا شجاعًا كثير البِرِّ والصدقات والصِّلات، وهو واقف المدرسة المجاهدية (٥) بالقرب من النورية (٦)، جوار الخيميين. وله أيضًا المدرسة المجاهدية التي داخل باب الفراديس البرَّاني، وبها قبره. وله السبع المجاهدي داخل باب الزيادة من الجامع بمقصورة الخضر. [وكانت وفاته بداره في صفر من هذه السنة] (٧)، فحُمل إلى الجامع، وصُلِّيَ عليه، ثم أعيد إلى مدرسته، فدفن بها داخل باب الفراديس. وتأسَّفَ الناس عليه، ورضي الله تعالى عنه.

الشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان، الهكاري شيخ الطائفة العدوية (٨): أصله من البقاع غربي دمشق من قرية بيت


(١) ليس في ط.
(٢) ليس في ب.
(٣) آ، ب: يجلس فيه الحكام في الجامع بعد صلاة الجمعة.
(٤) ورد اسمه في ب، ط: نزار، وهو كما هنا عند ابن القلانسي (٥٤٧) والروضتين (١/ ١٢٣) ووفيات الأعيان (١/ ٢٤١)، وتاريخ الإسلام (١٢/ ٩٠).
(٥) لمجاهد الدين في دمشق مدرستان: إحداهما تسمى المجاهدية الجوانية بالقرب من باب الخواصين بالقرب من النورية، درست. والثانية تسمى المجاهدية البرانية بين بابي الفراديس، وهي موجودة إلى الآن، وتسمى جامع السادات، وبها دفن. الدارس (٢/ ٣٣٢) ومختصر تنبيه الطالب (٧١ - ٧٢) ومنادمة الأطلال (١٤٦ - ١٤٨).
(٦) ط: الغورية. تصحيف.
(٧) ط: توفي بداره في صفر منها.
(٨) عدي بن مسافر، ولد في بلدة من بعلبك، وتوجه بعد ذلك إلى الهكارية، من أعمال الموصل، وبني له في جبل الهكارية زاوية، وانقطع للعبادة، وكان زاهدًا عابدًا ناسكًا، وتبعه خلق جاوز اعتقادهم الحد، حتى جعلوه قبلتهم التي يصلون إليها، وهذا شرك يؤدي إلى الخروج من الدين جملة كما قال الحافظ ابن كثير ، وكان بعض الغلاة يقولون: إن زيارة قبره أفضل من الحج وزيارة القدس، وبعض أتباعه من الطائفة العدوية يقولون: قد تحمل عنا صومنا وصلاتنا، وسيذهب بنا يوم القيامة إلى الجنة من دون عتاب أو عقاب. وهذا كفر نعوذ بالله من ذلك. (ع). وترجمته في وفيات الأعيان (٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥) والعبر (٤/ ١٦٣) ومرآة الجنان (٣/ ٣١٢ - ٣١٣) ووفاته =

<<  <  ج: ص:  >  >>