للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه] (١) بشاعة، فلم يلتفت إِليهم، ومن شدة خوفهم منه كتبوا إِلى سيف الدين غازي صاحب الموصل، ليملّكوه عليهم، ليدفعوا (٢) به الملك الناصر صاحب مصر، فلم يفعل، لأنه خاف أن يكون مكيدة منهم له، وذلك أنه كان (٣) قد هرب منه الطواشي سعد الدولة كمشتكين (٤) الذي كان (٥) قد جعله عنده الملك نور الدين عينًا عليه، وحافظًا (٦) له من تعاطي ما لا يليق [من الفواحش والخمر واللعب واللهو] (٧)، فلما سمع الخادم بموت أستاذه خاف أن يمسكه فهرب سرًّا، فحين تحقّق (٨) غازي موت عمه بعث في إِثر هذا الخادم، ففاته فاستحوذ على حواصله. ودخل سعد [الدولة حلب] (٩)، ثم سار إِلى دمشق، فاتفق مع الأمراء أن يأخذ (١٠) ابن أستاذه، الملك الصالح إِسماعيل إِلى حلب فيربِّيه هنالك (١١)، وتكون دمشق مسلمة إِلى الأتابك شمس الدين ابن مقدم، والقلعة إِلى الطواشي جمال الدين ريحان.

[فلما سار الملك الصالح من دمشق خرج معه الأمراء والكبراء] (١٢) إِلى حلب (١٣)، وذلك في الثالث والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة، وحين وصلوا حلب جلس الصبيّ على سرير مملكتها (١٤)، واحتاطوا على بني الداية: شمس الدين علي بن الداية، أخو مجد الدين الذي كان رضيع نور الدين الشهيد وإِخوته الثلاثة. وقد كان شمس الدين علي بن الداية يظن أن ابن نور الدين يسلَّم إِليه فيربِّيه، لأنه أحق الناس بذلك، فخيّبوا ظنه، وسجنوه وإِخوته في الجب. فكتب الملك صلاح الدين إِلى الأمراء يلومهم على ما فعلوا من نقل الولد من دمشق إِلى حلب، ومن سجنهم لبني (١٥) الداية، وقد


(١) أ: ويحفظها.
(٢) ط: ليدفع عنهم كيد الملك الناصر صلاح الدين صاحب مصر.
(٣) ليس في ب.
(٤) سترد بعض أخباره في سنة ٥٧٣ من هذا الجزء.
(٥) ليس في ب.
(٦) أ: وحفظًا.
(٧) عن ط وحدها.
(٨) ط: فلما مات نور الدين، ونادى في الموصل تلك المناداة القبيحة خاف منه الطواشي المذكور أن يمسكه فهرب منه سرًا، فلما تحقق.
(٩) ليس في أ.
(١٠) ط: على أن يأخذوا ابن نور الدين.
(١١) بعدها في ط: مكان ربي والده.
(١٢) مكانهما في أ: فسار.
(١٣) أ: إِلى ذلك.
(١٤) أ: ملكها.
(١٥) ط: بني.

<<  <  ج: ص:  >  >>