للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا (١) من خيار الأمراء، ورؤوس الكبراء (٢)، ولمَ لا يسلموا الولد إِلى مجد الدين ابن الداية الذي هو أحظى الناس [عند نور الدين ] (٣)، وعند الناس منهم. فكتبوا إِليه، يسيئون الأدب عليه (٤)، وكل ذلك مما يزيده حنقًا عليهم، ويحرِّضه على القدوم بجيشه إِليهم، ولكنه في هذا الوقت في شغل شاغل، لما دهمه ببلاده (٥) من الأمر الهائل، كما سيأتي بيانه إِن شاء الله تعالى في أول السنة (٦) الآتية.

وممن توفي في هذه السنة من الأعيان والمشاهير:

أبو العلاء الهَمَذَاني (٧): الحسن بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار، أبو العلاء الهمذاني الحافظ الكبير.

سمع الكثير، ورحل إِلى بلدان كثيرة، واجتمع بالمشايخ، وقدم بغداد، وحصّل الكتب الكثيرة (٨)، واشتغل بعلم القراءات واللغة، حتى صار وحيد (٩) زمانه في علمي الكتاب والسنة. وصنّف الكتب الكثيرة المفيدة، وكان على طريقة [السلف، مرضيّ الطريقة] (١٠)، سخيًّا عابدًا زاهدًا، صحيح الاعتقاد، حسن السمت، له ببلده المكانة والقبول التام. وكانت وفاته ليلة الخميس الحادي عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، وقد جاوز الثمانين بأربعة أشهر وأيام.

قال ابن الجوزي (١١): وقد بلغني أنه رؤي في المنام [في مدينةٍ] (١٢) جميع جدرانها كتب، وحوله كتب لا تحدّ (١٣)، وهو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذا؟ فقال: سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني (١٤).


(١) ط: وهم.
(٢) أ: الأمراء.
(٣) ليس فى ط.
(٤) أ، ب: عليه الأدب.
(٥) أ: دهم بلاده.
(٦) ب: هذه.
(٧) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٤٨) ومعجم الأدباء (٨/ ٥) وابن الأثير (٩/ ١٢٩) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٤٠٣ - ٤٠٦) والعبر - الكويت (٤/ ٢٠٦) وبيروت (٣/ ٥٦ - ٥٧).
(٨) ب: الكبيرة.
(٩) ط: أوحد.
(١٠) مكانهما في ط: حسنة.
(١١) المنتظم (١٠/ ٢٤٨).
(١٢) عن ط والمنتظم.
(١٣) ط: لا تعد ولا تحصى، والخبر في المنتظم.
(١٤) بعدها في ط: وفيها توفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>