للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كتاب (١) فاضلي إِلى بغداد في وصف هذا الحصن الذي خرَّبه صلاح الدين، [نصره الله] (٢):

(وقد (٣) عُرِّضَ حائطه إِلى أن زاد على عشرة أذرع، وقطعت له عظام الحجارة، كل فص منها من سبعة أذرع إِلى ما فوقها وما دونها، وعدتها تزيد على عشرين ألف حجر، لا يستقر الحجر في مكانه، ولا يستقل في بنيانه إِلا بأربعة دنانير فما فوقها. وفيما بين الحائطين حشو من الحجارة الصمِّ، المرغم بها أنوف الجبال الشم. وقد جعلت تسقيته بالكلس الذي إِذا أحاطت قبضته بالحجر مازجه بمثل جسمه، وصاحبه بأوثق وأصلب من جرمه، وأوعز إِلى خصمه من الحديد بألَّا يتعرض لهدمه).

وفي هذه السنة أقطع السلطان الناصر صلاح الدين لابن أخيه عز الدين فروخشاه [بن شاهنشاه بن أيوب] (٤) مدينة بعلبك، وأغار فيها على صفد (٥) وأعمالها، فقتل طائفة كبيرة (٦) من مقاتلتها (٧) ورجالها. وكان فروخشاه من الصناديد الأبطال والشجعان المشهورين المشكورين في النِّزال.

وفيها: حج القاضي الفاضل من دمشق وعاد إِلى مصر فقاسى في الطريق أهوالًا، ولقي بَرحًا وتعبًا وكلالًا، وكان في العام الماضي قد حج من مصر وعاد إِلى الشام، ولكن كان أمره فيه أسهل من هذا العام.

وفيها: كانت زلزلة عظيمة انهدم بسببها قلاع وقرى، وخلق كثير من الورى، وسقط من رؤوس الجبال صخور كبار، فصادمت (٨) بين الجبال في البراري (٩) والقفار (١٠)، مع بُعد ما بين الجبال من الأقطار (١١).

وفيها: أصاب الناس غلاءٌ شديد، وفناءٌ (١٢) حصيد (١٣)، وجهدٌ جهيد (١٤)، فمات


(١) ب: ومن كتاب الفاضل إِلى بغداد في فضل هذا الحصن، وفي ط: من كتاب كتبه القاضي الفاضل إِلى بغداد في خراب هذا الحصن وقد قيس عرض حائطه.
(٢) عن ب وحدها.
(٣) ثمة خلافات كثيرة في رواية كتاب الفاضل في ط أعرضت عنها.
(٤) ليس في ط.
(٥) ط: على صفت.
(٦) ب: كثيرة.
(٧) ط: مقاتليها.
(٨) أ: وصارت، والخبر فى الروضتين (٢/ ١٦).
(٩) أ، ب: البرية.
(١٠) عن ط وحدها.
(١١) في هامش أ التعليقة التالية: إِنما كذب لأجل السجع فلا قوة إِلا بالله.
(١٢) ليس في أ.
(١٣) ط: وفناء شريد.
(١٤) بعدها في أ: أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>