كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة خمس وسبعين وخمسمائة - تخريب حصن بيت الأحزان قريب من صفد - ج: 14 - ص: 299

المبارك بن علي بن الحسين (١) بن عبد الله بن محمد، أبو محمد بن الطباخ البغدادي:

نزيل مكة ومجاورها، وحافظ الحديث بها، والمشار إِليه بالعلم فيها. كان (٢) يومُ جنازته يومًا مشهودًا، [رحمه الله تعالى] (٣).

خلافة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء بأمر (٤) الله، رحمه الله تعالى (٥):

لما توفي أبوه في سلخ شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة بايعه الأمراء والكبراء والوزراء والخاصة والعامة، وكان قد خُطب له على المنابر في حياة أبيه قبل موته بيسير، فقيل: إِنه إِنما عهد إِليه قبل موته بيوم، وقيل: بأسبوع، ولكن قدَّر الله ﷿ أنه لم يختلف عليه اثنان بعد وفاة أبيه، ولقب بالخليفة الناصر لدين الله، ولم يل الخلافة قبله من بني العباس [أطول مدة منه، فإِن خلافته امتدت] (٦) إِلى سنة [وفاته في سنة] (٧) ثنتين (٨) وعشرين وستمائة. وكان ذكيًا شجاعًا مهيبًا وستأتي (٩) سيرته عند وفاته إِن شاء الله تعالى.

وفي سابع ذي القعدة من هذه السنة عُزِلَ صاحب المخزن ظهير الدين أبو بكر بن العطار (١٠)، وأُهين غاية الإِهانة، هو وأصحابه، وقتل كثير (١١) منهم، وشهِّروا في البلد، وتمكن أمر الخليفة الناصر وعظمت هيبته في البلاد، وفي (١٢) قلوب العباد، وقام بأعباء الخلافة على ما ينبغي في جميع أمره وشؤونه (١٣). ولما حضر عيد الأضحى أقيم على ما جرت به العادة، والله أعلم (١٤).

---

(١) ترجمته في تاريخ الإسلام (١٢/ ٥٦٥)، والعبر (٤/ ٤٢٦) بيروت (٣/ ٧٠) وذيل ابن رجب (١/ ٣٤٦).
(٢) ب: وكان.
(٣) مكانهما في ب: والله أعلم، وليست العبارة كلها في ط.
(٤) عبارة بأمر الله. عن ب وحدها.
(٥) ترجمته وأخباره عند ابن الأثير (٩/ ٣٦٠ - ٣٦١) وذيل الروضتين (١٤٥) وأبو الفداء (٣/ ١٣٥ - ١٣٦) والعبر - بيروت (٣/ ١٨٥) ومرآة الجنان (٤/ ٥٠).
(٦) ط: قبله أطول مدة منه فإِنه مكث خليفة إِلى سنة.
(٧) ليس في ب.
(٨) في ب، ط: ثلاث وكذلك فى مصادره السابقة الذكر.
(٩) ب: وسيأتي ذكر سيرته.
(١٠) هو منصور بن نصر، وسترد ترجمته في حوادث سنة ٥٧٥ من هذا الجزء.
(١١) ط: خلق.
(١٢) عن ب وحدها.
(١٣) ط: وقام قائم الخلافة في جميع الأمور.
(١٤) عبارة والله أعلم. عن ط وحدها.