للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاح الدين، فمنّ الله سبحانه وله الحمد، بالنصرة عليه وتقدمت الجيوش] (١) برُمَّتها إِليه، فقتلوا من الكفرة خلقًا كثيرًا وجمًا غفيرًا، وهجموا مرةً على مخيم السلطان بغتة فنهبوا [شيئًا كثيرًا] (٢) من الأمتعة، فنهض إِليهم (٣) الملك العادل أبو بكر -وكان رأس الميمنة- فركب بأصحابه (٤) وأمهل الفرنج حتى توغَّلوا بين الخيام، ثم حمل عليهم بالرماح والحسام، فتهاربوا من (٥) بين يديه (٦) فما زال يقتل منهم جماعة بعد جماعة، وفرقة بعد فرقة، حتى كسا (٧) وجه الأرض منهم جللًا أزهى من الرياض الباسمة، [وأحب إِلى النفوس من الخود (٨) الناعمة] (٩)، [وحُزر ما قتل منهم فأقل ما قيل خمسة آلاف] (١٠)، وزعم العماد وغيره أنه قتل منهم فيما بين الظهر إِلى العصر عشرة آلاف [ولله الحمد] (١١).

هذا وطرف الميسرة لم يشعر بما جرى بل هم نائمون وقت القيلوله (١٢) في خيامهم وكثير منهم ما درى، وكان الذين ساقوا وراءهم وكسروهم أقل من الألف، وِإنما قُتل من المسلمين عشرة أو دونهم، وهذه نعمة عظيمة، ونصرة عميمة، وقد أوهن هذا الجيش الفرنج وأضعفهم (١٣)، وكادوا يطلبون الصلح وينصرفون عن البلد.

فاتفق قدوم مدد عظيم إِليهم من البحر مع ملك يقال له كندهري (١٤)، لعنه الله تعالى ومعه أموال كثيرة فأنفق فيهم (١٥). وعزم (١٦) عليهم، وأمرهم أن يبرزوا معه للقاء السلطان صلاح الدين، ونصب على عكا


(١) ط: (فجاءت جيوش المسلمين).
(٢) مكانهما في ط: بعض.
(٣) ليس في حا.
(٤) ط: في أصحابه.
(٥) ليس في ب.
(٦) ط: فهربوا بين يديه.
(٧) ط: كسوا.
(٨) ط: الخدود.
(٩) ليس في أ.
(١٠) ط: وأقل ما قيل إِنه قتل منهم خمسة آلاف.
(١١) مكانهما في ط: والله أعلم.
(١٢) ط: القائلة.
(١٣) أ: وأضعفه.
(١٤) ب: كندي، ط: كيدهري، وكلاهما تصحيف. وعند ابن الأثير (٩/ ٢٠٨): كند من الكنود البحرية. يقال له الكندهري ابن أخي ملك افرنسيس لأبيه وابن أخي ملك انكلترا لأمه. وسيرد ذكره في حوادث سنة ٥٩٠ هـ من هذا الجزء.
(١٥) أ: عليهم.
(١٦) ط: وعزم عليهم وأمرهم أن يبرزوا معه لقتال المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>