للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكان وزمان، فكانوا يُتَخَطَّفون [في كل مكان، ويقتلون كما يقتل] (١) الحيوان، حتى اجتاز ملكهم بنهر شديد الجرية، فدعته نفسُه أن يسبح فيه، فلما صار فيه حمله الماء إِلى جِذم (٢) شجرة فشجَّت رأسه، وأخمدت أنفاسه، وأراح اللّه [منه المسلمين، وحشرت روحه إِلى سجين] (٣).

فأقيم ولده الأصغر في الملك بعد (٤)، وقد تمزَّق شملهم، وقلَّت [منهم العِدَّة] (٥)، ثم أقبلوا لا يجتازون ببلد (٦) إِلا قُتلوا فيه، [وقلَّ عددهم حتى جاؤوا إِلى أصحابهم المحاصرين لعكا وهم في ألف فارس وليس لهم قدر ولا قيمة] (٧) عند أحد من أهل ملتهم ولا غيرهم، [هذه سنة اللّه فيمن أراد مخالفة الإسلام وأهله في إِهلاكه وتمزيق شمله، وللّه الحمد والمنة] (٨).

وزعم العماد في سياقه أن الألمان وصلوا في خمسة آلاف مقاتل، وأن ملوك الفرنج (٩) كلهم كرهوا قدومه (١٠) عليهم، لما يخافون من سطوته (١١)، وزوال دولتهم بدولته، ولم يفرح به إِلا المركيس صاحب صور الذي أنشأ (١٢) هذه الفتنة وأثار هذه المحنة، لعنه اللّه، فإِنه تقوَّى به وبجيشه وكيده، فإِنه كان خبيرًا بالحروب وقد [أحدث أشياء] (١٣) كثيرة من آلات الحرب لم تخطر لأحد ببال، نصب دبابات أمثال الجبال، تسير بعجل، ولها زلوم من حديد، تنطح السور فتكسره (١٤)، وتثلم جوانبه، فمنّ اللّه العظيم بإِحراقها وإِتلافها، وأراح اللّه المسلمين [من شرها وللّه الحمد] (١٥).

ونهض [صاحب الألمان] (١٦) بالعسكر الفرنجي، فصادم به جيش المسلمين [وناصب بالحرب


(١) ط: يتخطفون كما يتخطف الحيوان.
(٢) ليست اللفظة في ط. والجذم- بالكسر الأصل ويفتح كما في القاموس المحيط (جذم).
(٣) ط: وأراح الله منه العباد والبلاد.
(٤) ليس في ط.
(٥) أ: عدّتهم.
(٦) ب: لا يجتازون بلدًا. أ: ولا يجتازون إِلا وقتلوا.
(٧) ط: فلما وصلوا إِلى أصحابهم الذين على عكا إِلا في ألف فارس فلم يرفعوا بهم رأسًا ولا لهم قدرًا ولا قيمة بهم ولا عند.
(٨) ط: وهكذا شأن من أراد إِطفاء نور اللّه وإِذلال دين الإسلام.
(٩) ط: الإفرنج.
(١٠) ط: قدومهم.
(١١) ط: سطوة ملكهم.
(١٢) في أ، ب: لفظه لا تبين.
(١٣) ط: قدم بأشياء.
(١٤) في ط: فتمزقه.
(١٥) مكانهما في ط: منها.
(١٦) عن ط وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>