للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها الأفضل ووزيره الذي أساء تدبيره، وصلى العزيز عند تربة والده صلاح الدين (١) وخُطب له بدمشق [وقد دخل في هذا اليوم إِلى] (٢) القلعة المنصورة في يومه (٣) وجلس في دار العدل للحُكم والفصل، وكل (٤) هذا وأخوه الأفضل حاضر عنده في الخدمة، وأمر القاضي محيي الدين بن الزكي (٥) بتأسيس المدرسة (٦) العزيزية (٧) إِلى جانب تربة أبيه وكانت دارًا (٨) للأمير عز الدين سامة (٩)، ثم استناب على دمشق عمه الملك العادل ورجع إِلى مصر (١٠) يوم الإثنين تاسع شوال، والسكة والخطبة بدمشق له، وصولح الأفضل على صرخد، وهرب وزيره ابن الأثير الجزري إِلى جزيرته، وقد أتلف نفسه ومَلكه ومُلكه بجريرته (١١)، وانتقل الأفضل إِلى صرخد بأهله وأولاده، وأخيه قطب الدين.

وفي هذه السنة هبت ريح شديدة (١٢) سوداء مدلهمَّة بأرض العراق ومعها رمل أحمر، حتى احتاج الناس إِلى السُّرُج (١٣) بالنهار.

وفيها: ولي قوام الدين أبو طالب يحيى بن سعد بن زبادة (١٤) كتابة (١٥) الإنشاء ببغداد، وكان فاضلًا ولكن لا كالفاضل (١٦).


(١) ب: الملك الناصر، وفي ط: صلاح.
(٢) ط: ودخل.
(٣) ط: يوم، وليست اللفظة في ب.
(٤) ب: فكل.
(٥) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٨ من هذا الجزء.
(٦) منادمة الأطلال (١٨٣).
(٧) ليس في ب.
(٨) ليس في ب.
(٩) سماه ابن الأثير أسامة، وقال: الأمير عز الدين أسامة هو أحد أمراء العادل، كان له إِقطاع كثيرة في الأردن والشام. دعاه الأفضل في سنة ٥٩٧ إِلى نفسه لمساعدته ضد عمه العادل فأجابه وحلف له لينكشف له أمره فلما فارقه أرسل للعادل وهو بمصر يخبره بما حدث فأرسل العادل جيشًا إِلى صرخد ثم إِلى دمشق، ثم تصالح العادل مع بني أخيه، ومن ثم جرى من الأمير عز الدين ما دعا العادل للقبض عليه في سنة ٦٠٩. ابن الأثير (٩/ ٢٥١ - ٢٥٢ و ٣٠٧). قال بشار: والصواب: "سامة" بالسين المهملة، كما في الروضتين (١٠) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٩٣٢).
(١٠) وانشمر إِلى الديار المصرية.
(١١) أ، ب: بجزيرته.
(١٢) عن ط وحدها.
(١٣) ب: إِلى إِشعال الأضواء.
(١٤) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٤ من هذا الجزء. قال بشار: ووقع في ط والعديد من المصادر المطبوعة: "زيادة" بالياء آخر الحروف، وهو بالباء الموحدة، قيدته كتب المشتبه ومنها مشتبه الذهبي ٣٤٣. وقيده المنذري في التكملة (١/ ٣١٥) فقال: "وزيادة بفتح الزاي وبعدها باء موحدة مفتوحة وبعد الألف دال مهملة وتاء تأنيث".
(١٥) ط: كتاب.
(١٦) أ، ط: وكان بليغًا وليس هو كالفاضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>