للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير صارم الدين قايماز (١) بن عبد الله (٢) النجمي:

من أكابر الدولة الصلاحية، وكان عند الملك صلاح الدين بمنزلة استادار (٣)، وهو الذي (٤) تسلَّم القصر حين مات العاضد. فحصل له أموال جزيلة جدًا، وكان كثير الصدقات والأوقاف، وقد (٥) تصدَّق في يوم بسبعة آلاف دينار عينًا، وهو واقف المدرسة القيمازيه (٦)، شرقي القلعة المنصورة، وقد كانت دار الحديث الأشرفية دارًا لهذا الأمير، وله بها حمَّام، فاشترى ذلك الملك الأشرف فيما بعد وبناها دار حديث، وأخرب الحمام وبناه مسكنًا للشيخ المدرس بها. ولما توفي قايماز (٧) ودفن في قبره نبشت دوره وحواصله، وكان مُتَّهمًا بمال جزيل، فتحصل ما جمع من ذلك مئة ألف دينار، وكان يُظن أن عنده أكثر من ذلك، ولكن كان يدفن أمواله في الخراب من أراضي ضياعه وقراياه، فسامحه الله، وبل بالرحمة ثراه.

الأمير الكبير لؤلؤ (٨):

أحد الحجَّاب بالديار المصرية، ومن (٩) أكابر الأمراء في الدولة الصلاحية (١٠)، وهو الذي كان يستلم (١١) الأسطول في البحر، فيكون كالشجا في حلوق الفرنج، والبحر في البحر، فكم من شجاع قد أَسر، وكم من مركب قد كَسَر، وكم من أسطول لهم قد فرَّق شَمْلَه، ومن بطسةٍ وقاربٍ قد غرَّقَ أهله، وقد كان مع كثرة جهاده دارَّ الصدقات، كثير النفقات في كل يوم. [وكان بديار مصر غلاءٌ شديد] (١٢)، فتصدق باثني عشر ألف رغيف لاثني عشر ألف نفس، فجزاه الله خيرًا، ورحمه في قبره، وبيَّض وجهه يوم محشره ومنشره، آمين.

الشيخ الإِمام الفقيه العلامة شهاب الدين الطوسي (١٣):


(١) ترجمته في الروضتين (٢/ ٢٣٩).
(٢) ط: النجمي كان.
(٣) ط: الأستاذ.
(٤) ليس في ب.
(٥) ليس في ط.
(٦) منادمة الأطلال (١٩٨).
(٧) عن ط وحدها.
(٨) ترجمته في الروضتين (٢/ ٢٤٠).
(٩) ط: وكان من.
(١٠) ط: في أيام صلاح الدين.
(١١) ط: متسلم.
(١٢) ط: وقع غلاء بمصر.
(١٣) ترجمته في الروضتين (٢/ ٢٤٠) وذيلها (١٨) واسمه فيه: محمد، وتاريخ الإسلام (١٢/ ١٠٨٨ - ١٠٨٩) والعبر (٤/ ٢٩٤) ومرآة الجنان (٣/ ٤٨٧ - ٤٨٨) واسمه فيها: محمد بن محمود أبو الفتح الطوسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>