للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما زِلْتَ تَدْأَبُ في التاريخِ مُجْتَهِدًا … حَتَّى رَأَيْتُكَ في التاريخِ مَكْتوبا

وله مقامات وخطب.

وله "الأحاديث الموضوعة" [و]: "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" وغير ذلك.

ولد سنة عشر وخمسمئة، ومات أبوه وعمره ثلاث سنين، وكان أهله تجارًا في النحاس، فلما ترعرع جاءت به عمَّته إِلى مسجد محمد بن ناصر الحافظ (١)، فلزم الشيخ [وقرأ عليه] (٢) وسمع عليه الحديث وتفقه بابن الزاغوني (٣)، وحفظ الوعظ، ووعظ وهو دون (٤) عشرين سنة، وأخذ اللغة عن أبي منصور الجواليقي (٥)، وكان وهو صبي (٦) دينًا مجموعًا على نفسه، لا يخالط أحدًا ولا يأكل مما فيه شبهة؛ ولا يخرج من بيته إِلا للجمعة وكان لا يلعب مع الصبيان.

وقد حضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء، ومن سائر صنوف بني آدم، وأقل ما كان يجتمع في [مجلس وعظه] (٧) عشرة آلاف، وربما اجتمع فيه مئة الف أو يزيدون، وربما تكلم من خاطره على البديهة نظمًا ونثرًا، . وبالجملة كان أستاذًا فردًا في الوعظ وغيره. [وله مشاركات حسنة في بقية العلوم] (٨). وقد كان فيه بهاء وترفُّع في نفسه وسموٌّ (٩) بنفسه أكثر من مقامه، وذلك ظاهر (١٠) في نثره ونظمه، فمن ذلك قوله: [من الكامل]

ما زلْتُ أُدركُ ما غَلا بَلْ ما عَلا (١١) … وأُكابِدُ النّهجَ العسيرَ الأَطْوَلا

تَجْرِي بيَ الآمالُ في حَلَباتِهِ … جَرْي (١٢) السَّعيدِ جَرَى مَدَى ما أمَّلا


(١) تقدمت ترجمته في سنة ٥٥٠ من هذا الجزء.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) هو علي بن عبد الله بن نصير، تقدمت ترجمته في حوادث سنة ٥٢٧ من هذا الجزء.
(٤) ط: ابن عشرين أو دونها.
(٥) هو موهوب بن أحمد بن محمد، تقدمت ترجمته في حوادث سنة ٥٤٠ من هذا الجزء.
(٦) أ، ب: وكان صبيًا.
(٧) أ، ب: مجلسه.
(٨) ليس في ط.
(٩) ط: وإِعجاب وسمو.
(١٠) ط: ظاهر في كلامه في.
(١١) ب: أدرك ما علا بل ما غلا.
(١٢) ب: طلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>