للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان ثقة عابدًا زاهدًا ورعًا، [لم يكن في أولاد الشيخ عبد القادر الجيلاني خير منه] (١)، لم يدخل فيما دخلوا فيه من المناصب والولايات، (بل) كان متقلِّلًا من الدنيا مقبلًا على أمر الآخرة، وقد سمع الكثير وسُمع عليه أيضًا.

أبو الحَرَم (٢) مَكِّي بن رَيَّان (٣) بن شَبَّة بن صالح الماكسيني (٤)، من أعمال سنجار، ثم الموصلي النحوي.

قدم بغداد وأخذ على ابن الخشَّاب (٥) وابن العَصَّا (٦)، والكمال الأنباري (٧)، وقدم الشام فانتفع به خلق كثير، منهم الشيخ علَم الدين السَّخاوي وغيره وكان ضريرًا، و (كان) يتعصَّب لأبي العلاء المعري لما بينهما من القدر المشترك في الأدب والعمى (٨)، ومن شعر (٩): [من الوافر]

إِذا احتاجَ النَّوالُ إِلى شفيع … فلا تقبلْهُ تُضحِ (١٠) قريرَ عَيْنِ

إِذا عِيفَ النَّوالُ لِفَرْدِ مَنٍّ … فأولى أن يعافَ لِمنَّتَيْنِ

ومن شعره (أيضًا): [من المنسرح]


(١) أ: لم يكن في إِخوته خيرًا منه.
(٢) ترجمة -مكي بن ريان- في معجم الأدباء (١٩/ ١٧١) وكامل ابن الأثير (١٢/ ١٠٨) وإِنباه الرواة (٣/ ٣٢٠) والتكملة لوفيات النقلة (٢/ ١١٧) وذيل الروضتين (٥٨) ووفيات الأعيان (٥/ ٢٧٨) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٨٧) وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٢٥) والعبر (٥/ ٨) ونكت الهميان (٤٦) وغاية النهاية (٢/ ٣٠٩) وبغية الوعاة (٢/ ٢٩٩) وشذرات الذهب (٧/ ٢١).
(٣) ط: أبو الحزم مكي بن زيان، وفيها تحريفان، وكأني بأبي شامة ينظر بعين الحق حين قال: وربما يقع تصحيف في اسم أبيه وجده، فاعلم أن اسم أبيه أوله راء بعدها ياء معجمة بواحدة -وفي وفيات الأعيان- معجمة باثنتين وهي الأصح - من تحت. وشبَّة على وزن حبَّة.
(٤) الماكسيني نسبة إِلى ماكسين -بكسر الكاف: بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة. وفي بلدان الخلافة: تقع ماكسين بين عرابان وبين قرقيسيا، حيث كان جسر سفن يقطع الخابور وعلى مقربة منها بحيرة صغيرة تسمى المنخرق. معجم البلدان (٥/ ٤٣) وبلدان الخلافة (١٢٧).
(٥) ابن الخشَّاب هو عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد. تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٥٦٧ من الجزء السابق.
(٦) ابن العصار هو علي بن عبد الرحيم بن الحسن السلمي ثم العباسي الرقي ثم البغدادي اللغوي أخذ عن الجواليقي.
وكان مليح الخط أنيق الضبط. مات سنة ٥٧٦. معجم الأدباء (١٤/ ١٠) وإِنباه الرواة (٢/ ١٢٩١) وسير أعلام النبلاء (٢٠/ ٥٧٨) وبغية الوعاة (٢/ ١٧٥). قال بشار: وقع في ط: "القصار" بالقاف، وهو تحريف.
(٧) الكمال الأنباري هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه. تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٥٧٧ من الجزء السابق.
(٨) أ: في الأدب والمعنى والمعمى.
(٩) البيتان في ذيل أبي شامة ومعجم الأدباء ووفيات الأعيان.
(١٠) ب: نصح، وفي ط: تصبح. ولا يستوي، فالأولى لا يستقيم بها المعنى، والثانية لا يستقيم بها اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>