للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم (١) الخامس والعشرين من شعبان سنة عشرين وخمسمئة، فقرأ القرآن بالروايات وله (٢) عشر سنين، وسمع الكثير من الحديث العالي على الشيوخ الثقات، وعني به وتعلم العربية واللغة واشتهر بذلك، ثم صار إِلى (٣) الشام في سنة ثلاث وستين وخمسمئة، ثم سكن (٤) مصر واجتمع بالقاضي الفاضل، ثم انتقل إِلى دمشق فسكن بدرب (٥) العجم منها، وحظي عند الملوك والوزراء والأمراء، وتردد إِليه العلماء [والكبراء] والملوك وأبناؤهم، كان الأفضل (٦) ابن صلاح الدين وهو صاحب دمشق يتردد إِليه إِلى منزله، وكذلك أخوه المحسن (٧) والمعظم ملك دمشق (٨)، كان ينزل إِليه درب العجم يقرأ عليه في المُفَضَل (للزمخشري)، وكان المعظم يعطي لمن حفظ "المفصل" ثلاثين دينارًا جائزة، وكان يحضر مجلسه بدرب العجم جميع المصدَّرين بالجامع، كالشيخ علم الدين السخاوي (٩) ويحمرو بن معطي (١٠) والوجيه اللغوي (١١)، والفخر التركى (١٢) وغيرهم، وكان الفاضي الفاضل [في أيامه] يثني عليه [كثيرًا]. قال السخاوي: كان عنده من العلوم ما لا يوجد عند غيره، وأخذت عنه كتاب سيبويه، ومن العجب أن سيبويه كان اسمه عمرو، واسم [الشيخ أبي اليُمْن] (١٣): زيد. فقلت في ذلك (١٤): [من الرمل]


(١) ط:. ولد في.
(٢) ط: وعمره.
(٣) ط: ثم دخل الشام.
(٤) ب: فسكن.
(٥) ط: فسكن بدار العجم. وفي ذيل الروضتين: درب العجمي، وفي الأعلاق الخطيرة: حمام درب العجم الكبير وحمام درب العجم الصغير، وقال الدكتور سامي الدهان محققه في الهامش: في حاشية الإربلي: هو داخل جيرون وهو ما يطلق عليه الآن بالنوفرة شرقي باب الجامع الأموي الشرقي.
(٦) سترد ترجمة الملك الأفضل في وفيات سنة ٦٢٢.
(٧) الملك المحسن ظهير الدين أبو العباس أحمد بن صلاح الدين. توفي سنة ٦٣٣ وقيل ٦٣٤ ترويح القلوب (٩٨ - ٩٩).
(٨) ب: وأخوه المحسن كذلك والمعظم في أيامه على ملك الشام.
(٩) سترد ترجمة السخاوي في وفيات سنة ٦٤٣.
(١٠) سترد ترجمة ابن معطي في وفيات ٦٢٩.
(١١) تقدمت وفاة الوجيه اللغوي في وفيات هذه السنة.
(١٢) الفخر التركي هو علي بن بكمش بن يزال البغدادي النحوي، تلميذ أبي اليمن الكندي له شعر، وصنّف في العروض تصنيفًا. توفي سنة ٦٢٦. التكملة لوفيات النقلة (٣/ ٢٤٨ - ٢٤٩) وذيل الروضتين (١٥٧) وبغية الوعاة (٢/ ١٥٢ - ١٥١).
(١٣) ط: واسمه.
(١٤) البيتان في ذيل الروضتين (٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>