للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومذ غبت (١) عنّي ما ظفرتُ بصاحبٍ … أخي ثقة إِلا خطرتَ ببالي

وملك بعده دمشق (٢) ولده الناصر داود بن المعظم، وبايعه الأمراء.

أبو المعالي أسعد بن يحيى (٣) بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب الفقيه الشافعي السِّنْجاري.

شيخ أديب فاضل خيّر، له نظم ونثر ظريف، وله نوادر حسنة وجاوز التسعين. وقد استوزره صاحب حماة في وقت، وله شعر رائق أورد منه ابن الساعي قطعة جيدة. فمن ذلك قوله (٤): [من الكامل]

وَهَواكَ ما خَطَرَ السُلُوُّ ببالهِ … ولأنت (٥) أعلمُ في الغرامِ بحالهِ

فمتى وشى واشٍ إِليكَ بأنهُ … سالٍ هواكَ فذاكَ من عُذَّالهِ (٦)

أو ليسَ للكَلفِ (٧) المعنَّى شاهدٌ … من حالهِ يغنيكَ عن تسآلهِ

جدَّدتِ ثوبَ سقامهِ، وهتكتِ ستـ … ــرَ غرامهِ، وصرمتِ حبلَ وصالهِ

يا للعجائب من أسيرٍ دأبهُ … يفدي الطليقَ بنفسهِ وبماله (٨)

وله أيضًا: [من الكامل]

لامَ العواذلُ في هواكِ فأكثروا … هيهاتَ ميعادُ السلوّ المحشرِ

جهلوا مكانكِ في القلوبِ وطَوَّلوا (٩) … لو أنهم وجدوا كوجدي أقصروا


(١) أ، ب: وإِن كنت قد غبت عن ناظري مصاحب. ولا يستقيم بها الوزن، وفي ذيل الروضتين: عبت؛ تحريف فلتصحح.
(٢) أ، ب: ملك دمشق بعده.
(٣) ترجمه - أبي المعالي السنجاري في خريدة القصر - شعراء الشام - (٢/ ٤٠١ - ٤٠٤) ومعجم البلدان (سنجار) ووفيات الأعيان (١/ ٢١٤ - ٢١٧) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٧٦٠) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٠٢) والوافي بالوفيات (٩/ ٣٢ - ٣٤) وطبقات السبكي (٥/ ٥٠) وشذرات الذهب (٥/ ١٠٤).
(٤) الأبيات في وفيات الأعيان (١/ ٢١٤ - ٢١٥) بالمقدمة التالية: ومن شعره من جملة قصيدة مدح بها القاضي كمال الدين الشهرزوري.
(٥) عن ط وحدها.
(٦) رواية البيت في ط:
فمتى وشى واش إِليه بشأنه … سائل هواك فذاك من أعداه
(٧) ط: أو ليس للدنف.
(٨) قبل هذا البيت في الوفيات البيت التالي:
أفزلَّة سبقت له أم خلَّة … مألوفة من تيهه ودلاله
وبعده فيه ستة أبيات.
(٩) ط: وحاولوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>