للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان شيخًا صالحًا فاضلًا فقيهًا شافعيًا، حسن المحاضرة وله أشعارٌ حسنة.

قال أبو شامة (١): وله في معجم القوصي ترجمة حسنة، وذكر أنه توفي عاشر ربيع الآخر ودفن بمقابر الصوفية.

قال السبط: وكان مقيمًا بالمدرسة الأمينية، وكان لا يأكل لأحد شيئًا ولا للسلطان، بل إِذا حضر طعامًا كان معه في كمِّه شيء يأكله، وكان لا يزال معه ألف دينار على وسطه، وحكى عنه قال: خلع عليّ الملك العادل ليلة طيلسانًا فلما خرجت مشى بين يدي نفّاط (٢) [وبيده مشعل] (٣) يحسبني القاضي، فلما وصلت باب البريد عند دار سيف خلعت الطيلسان وجعلته في كمِّي وتباطأت في المشي، فالتفتَ فلم يَرَ وراءه أحدًا، فقال لي: أين القاضي؟ فأشرتُ إِلى ناحية النُّورية وقلتُ: ذهب إِلى داره، فلما أسرع إِلى ناحية النُّورية هرولتُ إِلى المدرسة الأمينية واسترحتُ منه.

وقال ابن الساعي: كان مولده سنة ستين وخمسمئة، وخلَّف أموالًا كثيرة ورثتها عصبته، قال: وكانت له معرفةٌ حسنة بالأخبار والتواريخ وأيام الناس، مع دينٍ وصلاحٍ وورعٍ، وأورد له ابن الساعي قطعًا من شعره فمن ذلك قوله: [من الخفيف]

قيل لي مَنْ هويتَ قد عبثَ الشَّعْـ … ــرُ بخدَّيْه (٤) قلتُ ما ذاكَ عارُهْ

حمرةُ الخدِّ أحرقتْ عنبرَ الخا … لِ فمنْ ذلكَ (٥) الدخان عذارُهْ

وقوله (٦) [من السريع]:

شَوقي إِليكُمْ دونَ أشواقكمْ … لكنه (٧) لابدَّ أنْ (٨) يُشْرحُ

لأنَّني عن قلبكُمْ غائبٌ … وأنتمُ في القلبِ لن تبرحوا (٩)

أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الجارود الماراني (١٠)، الفقيه الشافعي، أحد الفضلاء.


(١) ذيل الروضتين (١٦٠).
(٢) ط أ: تعاط؛ تحريف.
(٣) زيادة عن مرآة الزمان حتى يتضح المعنى.
(٤) ط: في خديه؛ ولا يستقيم الوزن بها.
(٥) ط: فمن ذاك؛ ولا يستوي بها الوزن.
(٦) ط: وله.
(٧) ط: لكن؛ ولا يستقيم الوزن بها.
(٨) ب: ما يشرح؛ وما هنا أجود.
(٩) ب: جاء الصدر في ب مكان العجز وبالعكس.
(١٠) ترجمته في تاريخ الإسلام (١٣/ ٩٠٧) (بشار).

<<  <  ج: ص:  >  >>