للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحبُ الأمر خلقهُ شرسٌ … وعارضُ الجيش داؤهُ عجبُ

وقال في السلطان (١) الملك العادل سيف الدين رحمه الله تعالى وعفا عنا (٢): [من الخفيف]

إِن سلطاننا الذي نرتجيه … واسعُ المالِ ضيِّقُ الإنفاقِ

هو سيفٌ كما يقال ولكن … قاطعٌ للرسومِ والأرزاقِ

وقد حضر مرة مجلس الفخر الرازي (٣) بخراسان وهو على المنبر يعظ الناس، فجاءت (٤) حمامة خلفها جارح فألقت نفسها على الفخر الرازي كالمستجيرة به، فأنشأ ابن عنين يقول (٥): [من الكامل]

جاءت سليمانَ الزمانِ حمامة (٦) … والموتُ يلمعُ من جناحي خاطفِ

قرمٌ لَواهُ الجوعُ (٧) حتى ظلُّهُ … بإزائِه يجري بقلبٍ واجفِ (٨)

من أعْلَم (٩) الورقاءَ أن محلَّكمْ … حرمٌ وأنكَ ملجأٌ للخائفِ

الشيخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْدِي (١٠)، صاحب "عوارف المعارف" عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عَمَّويه (١١)، واسمه عبد الله البَكْري البغدادي، شهاب الدين أبو حفص السُّهْرَوَرْدي، شيخ الصوفية ببغداد.

كان من كبار الصالحين وسادات المسلمين، وتردد في الرسلية بين الخلفاء والملوك مرارًا،


(١) عن ط وحدها.
(٢) البيتان في ديوانه (٢٣٩) في المستدرك من شعر ابن عنين.
(٣) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٠٦ هـ.
(٤) أ، ب: وجاءت.
(٥) الأبيات في مقطعة ديوان ابن عنين (٩٥) بالمطلع التالي:
يابن الكرام المطعمين إِذا شتوا … في كل مخمصة وثلج خاشفِ
(٦) في الديوان: الزمان يشكوها.
(٧) في الديوان: لواه القوت.
(٨) الشطر الثاني مكسور في ط: بإِزائه بقلب واجف. وقد صححته من الديوان، ورواية الشطر في أ ب على النحو التالي: من سجنه يمشي بقلب خائف. وهو جيد.
(٩) في الديوان: من نبّأ، وفي أ، ب: من علّم. وكلا الروايتين جيدتان.
(١٠) ترجمة - السهروردي - في معجم البلدان (٤/ ٢٨٩) ومرآة الزمان (٨/ ٤٤٩ - ٤٥٠) وتكملة المنذري (٣/ ٣٨٠ - ٣٨١) وذيل الروضتين (١٦٣) في وفيات ٦٣٢، ووفيات الأعيان (٣/ ٤٤٦ - ٤٤٨) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٧٣ - ٣٧٨) والعبر (٥/ ١٢٩) وطبقات السبكي (٥/ ١٤٣) والنجوم الزاهرة (٦/ ٢٨٣ - ٢٨٥) وفيات ٦٣١ هـ وشذرات الذهب (٧/ ٢٦٨) وفيات ٦٣٢ هـ. قال بشار: الصحيح في وفاته ليلة مستهل المحرم سنة ٦٣٢ هـ.
(١١) ط: بن محمد بن محمد بن حمويه، وأ: بن محمد بن عرب. وما هنا عرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>