للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أكثر مقامه بالحجاز، وحيث حلّ عظَّمه رؤساءُ تلك البلدة وكان مقتصدًا في أموره، وكانت وفاته بالزعقة بين العريش والداروم (١) في منتصف ربيع الأول من هذه السنة .

المشد (٢) الشاعر الأمير سيف الدين (٣) علي بن عمر بن قزل مُشِدّ الديوان بدمشق.

وكان شاعرًا مطبقًا له ديوانٌ مشهور، وقد رآه بعضهم بعد موته فسأله عن حاله فأنشده: [من الطويل]

نُقلتُ إلى رمسِ القُبور وضِيقِها … وخَوْفي ذنوبي أنَّه بيَ تَعْثُرُ

فصادفتُ رحمانًا رؤوفًا وأنعُمًا … حباني بها سقيًا لما كنتُ أحذرُ

ومَنْ كانَ حسنُ الظنِّ في حال موته … جميلًا بعفوِ اللهِ فالعفوُ أجدرُ

بشارة بن عبد الله (٤) الأرْمَني الأصل، بدر الدين الكاتب مولى شبل الدولة المعظمي.

سمع الكندي (٥) وغيره، وكان يكتب خطًّا جيّدًا، وأسند إليه مولاه النظر في أوقافه وجعله في ذريته، فهم إلى الآن ينظرون في الشبليتين، وكانت وفاته في النصف من رمضان من هذه السنة.

القاضي تاج الدين (٦) أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة جمال الدين المصري ناب عن أبيه ودرَّس بالشامية، وله شعرٌ، فمنه قوله: [دوبيت]

صَيَّرْتُ فمي لفيهِ باللَّثْمِ لِثام … عَمْدًا ورشفتُ من ثناياهُ مدامْ

فازوَرَّ وقالَ أنتَ في الفقهِ إمام … ريقي خمرٌ وعندكَ الخمر حرامْ

الملك الناصر (٧) داود بن المُعَظَّم عيسى بن العادل، ملكَ دمشق بعد أبيه، ثم انتُزعت من يده وأخذها


(١) الداروم: قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر بينها وبين البحر مقدار فرسخ خربها صلاح الدين لما ملك الساحل في سنة ٥٨٤. معجم البلدان (٢/ ٤٢٤).
(٢) ترجمة - المشد - في الروضتين (١٩٨) وتاريخ الإسلام (١٤/ ٨٣٠) والعبر (٥/ ٢٣٣) وفوات الوفيات (١٣/ ٥١ - ٥٦) والنجوم الزاهرة (٧/ ٦٤) وشذرات الذهب (٧/ ٤٨٣ - ٤٨٤) وفيات سنة ٦٥٦ هـ في النجوم الزاهرة أن المشدّ هو الذي يتولّى شدّ الدواوين.
(٣) جاءت الترجمات الثلاث السابقة في أ ب في آخر وفيات هذه السنة.
(٤) ترجمة - بشارة الأرمني - في ذيل مرآة الزمان (١/ ١٧) والدارس (١/ ٥٣١) والشذرات (٧/ ٤٥٧).
(٥) تقدمت ترجمة الكندي في وفيات سنة ٦١٣ من هذا الجزء.
(٦) هو القاضي تاج الدين بن يونس بن بدران بن فيروز. الدارس (١/ ١٨٨ و ٢٨٠).
(٧) ترجمة - الملك الناصر - في ذيل مرآة الزمان (١/ ١٢٦ - ١٨٤) وتاريخ الإسلام (١٤/ ٨٠٤) وسير أعلام النبلاء (٢٣/ ٣٧٦ - ٣٨١) والعبر (٥/ ٢٢٩ - ٢٣٠) وفوات الوفيات (١/ ٤١٩ - ٤٢٨) والنجوم الزاهرة (٧/ ٦١ - ٦٢) وشذرات الذهب (٧/ ٤٧٥ - ٤٧٦) وترويح القلوب (٧٣)، وأكثر هذه المصادر ذكرت وفاته في سنة ٦٥٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>