للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعزُ (١)، وقبله القاضي بدر الدين السنجاري (٢)، ثم صارت بعد ذلك كلّه إلى هذا الشيخ الأسعد المسلماني، وقد كان الفائزي يكاتبُه المعزُّ بالمملوك، ثم لما قُتل المُعز أُهين الأسعدُ حتى صار شقيًا، وأخذ الأمير سيف الدين قطز (٣) خطَّه بمئة ألف دينار، وقد هجاه بهاء الدين زهير بن محمد بن علي، فقال (٤):

لَعَنَ اللهُ صاعدًا … وأباهُ، فصاعدا

وبنيه فنازلًا … واحدًا ثم واحدا

ثم قتل بعد ذلك كله ودفن بالقرافة، وقد رثاه القاضي ناصر الدين ابن المُنيَّر (٥)، وله فيه مدائح وأشعار حسنة فصيحة رائقة (٦).

ابن أبي الحديد (٧) الشاعر العراقي (٨) عبد الحميد بن داود هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين أبو حامد ابن أبي الحديد عز الدين المدائني.

الكاتب الشاعر المطبق الشيعي الغالي، له "شرح نهج البلاغة" في عشرين (٩) مجلدًا، ولد بالمدائن سنة ست وثمانين وخمسمئة، ثم صار إلى بغداد فكان أحد الكُتّاب والشعراء بالديوان الخليفتي، وكان حظيًا عند الوزير ابن العلقمي (١٠)، لما بينهما من المناسبة والمقاربة (١١) والمشابهة في التشيع والأدب والفضيلة. وقد أورد له ابن الساعي أشياء كثيرة من مدائحه وأشعاره الفائقة الرائقة (١٢)، وكان أكثر فضيلة وأدبًا من أخيه أبي المعالي موفق الدين بن هبة الله (١٣)، وإن كان


(١) سترد ترجمة القاضي ابن بنت الأعز في وفيات سنة ٦٦٥ هـ من هذا الجزء.
(٢) سترد ترجمة بدر الدين السنجاري في وفيات سنة ٦٦٣ هـ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(٣) سترد ترجمة قطز في وفيات سنة ٦٥٨ هـ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(٤) أ، ب: وقد هجاه بعضهم فقال. والبيتان في النجوم وحسن المحاضرة وديوانه (١٠٩).
(٥) ناصر الدين بن المنيّر هو أحمد بن محمد بن منصور أبو العباس الجذامي الإسكندراني قاض له عدة تصانيف، ومات سنة ٦٨٣ هـ بالإسكندرية. حسن المحاضرة (١/ ٣١٦ - ٣١٧).
(٦) أ، ب: بعرضه رائقة فصيحة.
(٧) أ، ب: ابن أبي الحديد العراقي للشاعر.
(٨) ترجمة - ابن أبي الحديد - في ذيل مرآة الزمان (١/ ٦٢ - ٧٠) ووفيات الأعيان (٥/ ٣٩٢) عرضًا وتاريخ الإسلام (١٤/ ٧٧٩) وفوات الوفيات (٢/ ٢٥٩ - ٢٦٢).
(٩) لشرح نهج البلاغة عدة طبعات آخرها الطبعة التي حققها الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في بضعة عشر جزءًا.
(١٠) سترد ترجمة ابن العلقمي في وفيات سنة ٦٥٦ هـ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(١١) أ، ب: المقارنة.
(١٢) أ، ب: وأشعاره الرائقة الفائقة.
(١٣) موفق الدين بن هبة الله هو القاسم، وقيل أحمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المدائني ثم البغدادي. توفي سنة ٦٥٦ هـ. قال الذهبي عن الأخوين: وكانا من كبار الفضلاء وأرباب الكلام والنظم والنثر والبلاغة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>