للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمون (١) أكثرهم فرجع التتار إلى حلب فحصروها أربعة أشهر وضيقوا عليها الأقوات، وقتلوا من الغرباء خلقًا [كثيرًا] صبرًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والجيوش الذين كسروهم على حمص مقيمون (٢) لم يرجعوا إلى حلب بل ساقوا إلى مصر، فتلقاهم الملك الظاهر في أُبَّهة السلطنة وأحسن إليهم (٣)، وبقيت حلب محاصرة لا ناصر لها في هذه المدة ولكن سلم الله .

وفي يوم الإثنين سابع صفر ركب الظاهر في أبهة الملك (٤) ومشى الأمراء والأجناد بين يديه، وكان ذلك أول ركوبه واستمر بعد ذلك يتابع الركوب واللعب بالكرة.

وفي حادي (٥) عشر صفر خرج الأمراء بدمشق على ملكها علم الدين سنجر فقاتلوه فهزموه، فدخل القلعة فحاصروه فيها (٦) فهرب منها إلى قلعة بعلبك، وتسلَّم قلعة دمشق الأمير علاء الدين (٧) أيدكين البندقداري، وكان مملوكًا لجمال الدين يغمور ثم للصالح أيوب بن الكامل وإليه نسب الملك الظاهر، فأرسله الظاهر ليتسلم دمشق من الحلبي علم الدين سنجر، فأخذها وسكن قلعتها نيابة عن الظاهر (٨)، ثم حاصروا الحلبي ببعلبك حتى أخذوه فأرسلوه إلى الظاهر على بغل إلى مصر (٩)، فدخل عليه ليلًا فعاتبه ثم أطلق له أشياء وأكرمه.

وفي يوم الإثنين ثامن ربيع الأول استوزر الظاهر (١٠) بهاء الدين علي بن محمد المعروف بابن الحنا (١١) وفي ربيع الآخر قبض الظاهر على جماعة من الأمراء بلغه عنهم أنهم يريدون الوثوب عليه.

وفيه أرسل إلى الشوبك فتسلمها من أيدي نواب المغيث صاحب الكرك.

وفيها (١٢): جهز الظاهر جيشًا إلى حلب ليطردوا التتار عنها (١٣)، فلما وصل الجيش إلى غزة كتب


(١) أ، ب: وقتلوا التتار ولله الحمد.
(٢) في ط وحدها.
(٣) أ، ب: الديار المصرية فتلقاهم السلطان الملك الظاهر وأحسن إليهم.
(٤) أ، ب: سابع عشر صفر ركب الملك الظاهر في أبهة السلطنة.
(٥) ط: سابع عشر.
(٦) أ، ب: على الأمير علم الدين سنجر الحلبي فقاتلوه فهزموه وألجأوه إلى القلعة وحصروه فيها.
(٧) أ، ب: علم الدين. والخبر في مرآة الزمان (١/ ٤٣٨).
(٨) أ، ب: فأرسل السلطان ليتسلم دمشق من الحلبي فأخذوها وسكن القلعة بها نيابة عن الملك الظاهر.
(٩) أ، ب: ثم حاصروا الحلبي ببعلبك حتى أخرجوه منها على بغل وأرسلوه إلى خدمة السلطان الملك الظاهر.
(١٠) أ، ب: استوزر الملك الظاهر.
(١١) سترد ترجمة ابن الحنا في وفيات سنة ٦٧٧ من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(١٢) عن ط وحدها.
(١٣) أ: ليطردوا عنها التتار، وفي ب: ليطردوا عنهم التتار.

<<  <  ج: ص:  >  >>