كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة سبع وسبعين وستمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 15 - ص: 467

طه (١) بن إبراهيم بن أبي بكر كمال الدين الهمداني (٢) الإربلي الشافعي.

كان أديبًا فاضلًا شاعرًا، له قدرة في تصنيف دوبيت (٣)، وقد أقام بالقاهرة حتى توفي (٤) [بها] في جمادى الأولى من هذه السنة، وقد اجتمع مرة بالملك الصالح أيوب، فجعل يتكلّم في علم النجوم (٥) فأنشده على البديهة (هذين البيتين) (٦): [من البسيط]

دَعِ النجومَ لِطُرْقِيٍّ يعيشُ بها … وبالعزيمة فانهضْ أيُّها المَلكُ (٧)

إنَّ النبيَّ وأصحابَ النَّبِيِّ نَهَوْا … عنِ النُّجومِ وقد أبصرتَ (٨) ما ملكوا

وكتب إلى صاحب له اسمه شمس الدين يستزيره بعد رمد أصابه فبرأ منه (٩): [من الطويل]

يقولُ ليَ الكحّالُ عينُكَ قد هدتْ … فلا تَشْغَلَنْ قَلْبًا وطِبْ نفسا

وَلي مُدَّةٌ يا شمسُ لم أركم بها … وآية برءِ العينِ أن تبصرَ الشمسا (١٠)

عبد الرحمن بن عبد اللّه (١١) بن محمد بن الحسن بن عبد اللّه بن الحسن بن عثمان (١٢) جمال الدين ابن الشيخ نجم الدين البادَرَائي (١٣) البغدادي ثم الدمشقي.

درَّس بمدرسة أبيه من بعده حتى (١٤) حين وفاته يوم الأبعاء سادس رجب، ودُفن بسفح قاسيون، وكان رئيسًا حسنَ الأخلاق جاوز خمسين سنة، ﵀.

---

(١) ترجمة - طه بن إبراهيم - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٣٠٣ - ٣٠٥) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٣٣٨) وفوات الوفيات (٢/ ١٣٠) وطبقات الإسنوي (١/ ١٥٣) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٨١) والدليل الشافي (١/ ٣٧٠) وشذرات الذهب (٧/ ٦٢٣).
(٢) كذا في الأصول: الهمداني، وهو: الهذباني في النجوم الزاهرة وذيل المرآة، وهو الصواب. وهو الهيدباني في الدليل الشافي.
(٣) أ: ذ وبيت، وفي ط: روبيت.
(٤) ب: كانت وفاته.
(٥) ب: علوم النحو؛ وهو خطأ.
(٦) البيتان في ذيل المرآة والفوات والنجوم والدليل الشافي.
(٧) في الفوات: وانهض بعزم صحيح أيها الملك.
(٨) في الفوات: قد عاينت.
(٩) البيتان في ذيل المرآة.
(١٠) ب: رامد العين لم يبصر إن يبصر الشمسا.
(١١) ترجمة - البادرائي - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٣٠٦) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٣٤١) والدارس (١/ ٢٠٧).
(١٢) ط: عفان؛ وهو تحريف.
(١٣) أ: البارزاني. والبادرائي نسبة إلى بادَرَايا من نواحي النهروان بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط. وكانت تقع جنوب الطريق المتجه إلى خراسان. الدليل الشافي (١/ ٣١٦) وبلدان الخلافة (٨٨ و ١٠٧).
(١٤) ب: إلى حين.