للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي طويلة جدًّا قريبة (١) من مئة وخمسين بيتًا، وقد أورد الشيخ قطب الدين (٢) شيئًا كثيرًا من شعره الحسن الفائق الرائق.

ابن إسرائيل الحَريري (٣) محمد بن سَوَّار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين نجم الدين أبو المعالي الشَّيْباني الدمشقي.

ولد في [ضحى] يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستمئة، وصحب الشيخ علي بن أبي الحسن بن منصور البُسْري (٤) الحريري، في سنة ثماني عشرة، وكان قد لبس الخرقة قبله من الشيخ شهاب الدين السَّهروردي (٥)، وزعم أنه أجلسه في ثلاث خلوات. وكان ابن إسرائيل يزعم أن أهله قدموا الشام مع خالد بن الوليد فاستوطنوا دمشق، وكان أديبًا فاضلًا في صناعة الشعر، بارعًا في النظم، ولكن في كلامه ونظمه ما يشير به إلى نوع من الحلول والاتحاد على طريقة ابن عربي (٦) وابن الفارضي (٧) وشيخه الحريري، واللّه أعلم بحاله وحقيقة أمره. توفي بدمشق ليلة الأحد الرابع عشر من ربيع الآخر هذه السنة، عن أربع وسبعين سنة، ودفن بتربة الشيخ رسلان معه داخل القبة، وكان الشيخ رسلان شيخ الشيخ علي المغربل (٨) الذي تخرّج على يديه الشيخ علي الحريري شيخ ابن إسرائيل، فمن شعره قوله (٩): [من الطويل]

لَقَدْ عادَني من لاعجِ الشَّوْقِ عائِدُ … فهَلْ عَهدُ ذاتِ الخالِ بالسَّفحِ عائدُ؟

وهل نارُها بالأجرعِ الفَرْدِ تَعتلي … لِمُنْفَرِدٍ شابَ الدُّجى وهُوَ شاهِدُ؟

نَديميَّ من سُعْدَى أديرا حَديثها … فذِكري هَواها والمُدامَةُ واحدُ

مُنعَّمةُ الأطرافِ رَقَتْ مَحاسنًا … كمَا جَلَّ في حُبِّي لها ما أُكابدُ (١٠)


(١) ب: قريب.
(٢) الخبر في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٣٨٨ - ٤٠٥).
(٣) ترجمة - ابن سوار - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٤٠٥ - ٤٣٢) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٣٤٧) والإشارة إلى وفيات الأعيان للذهبي (٣٦٨) والعبر (٥/ ٣١٦ - ٣١٧) والإعلام بوفيات الأعلام (٥/ ٢٨٢) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٨٢ - ٢٨٣ و ٢٨٥) والدليل الشافي (٢/ ٦٢٦) وشذرات الذهب (٧/ ٦٢٦).
(٤) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٤٥ من هذا الجزء.
(٥) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٣٠ و ٦٣٢ من هذا الجزء.
(٦) تقدمت ترجمة ابن عربي في وفيات سنة ٦٣٨ من هذا الجزء.
(٧) تقدمت ترجمة ابن الفارض في وفيات سنة ٦٣٢ من هذا الجزء.
(٨) هو شيخ الحريري تقدم ذكره في ترجمته سنة ٦٤٥ من هذا الجزء.
(٩) الأبيات سبعة في ذيل المرآة (٣/ ٤٠٦).
(١٠) في أ: حلى لي في حبي لها ما أكابد، وفي ط: حلى لي في حبها ما أكابد. والرواية الأخيرة مختلة الوزن، وأثبت رواية ب وهي توافق ما في ذيل المرآة.

<<  <  ج: ص:  >  >>