للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بإربل سنة ثنتين وستمئة، ثم أقام بدمشق ودرس بالقايمازية (١) وأقام بها حتى توفي بها ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر، ودفن بمقابر الصوفية، وكان بارعًا في النحو واللغة، وكانت له يد طولى (٢) في النظم وله ديوان مشهور، وشعر رائق، فمن شعره قوله (٣): [من الخفيف]

كُلُّ حيٍّ إلى المماتِ مآبُهْ … ومَدَى عُمْرِهِ سَريعٌ ذَهابُهْ

ثم من قبره سيُحْشَرُ فردًا … واقفًا وحده يُوفَّى حسابه (٤)

معه سائقٌ له وشهيدٌ … وعلى الحرص - ويحه - انكبابُه (٥)

يُخْربُ الدارَ وهي دارُ بقاءٍ … ثمَّ يَبْني ما عن قريب خرابه (٦)

عَجَبًا وهو في التُّرابِ غَريقٌ … كيفَ يلْهيهِ طِيبُه ومَلابُه (٧)

كلَّ يومٍ يَزيدُ نَقْصًا وإن عُمِّـ … ــتْ أوصالُه أوصابه (٨)

والورى في مراحل (٩) الدَّهْرِ رَكْبٌ … دائمُ السَّيْرِ لا يُرَجى إيابُهْ

فتزوَّدْ إنَّ التُّقى خَيْرُ زادٍ … ونصيبُ اللبيبِ منه لُبابه (١٠)

وأخُو العَقْلِ مَنْ يَقْضي بصدقٍ … شيْبُهُ في صَلاحهِ وشَبَابُه (١١)

وأخو الجَهْلِ يَسْتَلِذُّ هَوى النَّفْـ … ــسِ فيغدو شهدًا لديهِ مصابه (١٢)


(١) أ، ب: القيمازية. وتكتب اللفظة بالشكلين. وقد بناها صارم الدين قيماز النجمي المتوفى سنة ٥٩٦ وكان متوليًا أعمال صلاح الدين. وكانت تقع شرقي القلعة ولكنها درست وضاعت معالمها. أخبارها في الدارس (١/ ٥٧٢) ومختصر تنبيه الطالب (١٠٤) ومنادمة الأطلال (١٦٨).
(٢) ب: وكانت له اليد الطُّولى.
(٣) الأبيات في ذيل المرآة (٣٠/ ٣٨٨ - ٣٩٤) ضمن قصيدة تتألف من (١١٤) بيتًا.
(٤) البيت عن أ وحدها. ولم يرد في ذيل المرآة.
(٥) هذا البيت هو الثاني في قصيدة الذيل، ولم يرد في ط.
(٦) أ: ثم يبنى عما قليل، وب: وهي يبنى عما قليل، وط: ثم يبني ما عما قريب، وفي الذيل: وهو يثني ما عن قليل خرابه؛ وفيها تحريف يجب أن يصحح.
(٧) في ب: طيبه وسلابه، وفي ط: طيبه وعلابه، وفي أ: طيبه وطلابه، ورواية البيت في الذيل:
هو ضرب من الطيب كالخلوق … كيف يلهيه طيبه وملابه
وهو مختل الوزن. ويبدو أن البيت اختلط شرحه لأن الملاب - كسحاب - عطر. القاموس (ملب).
(٨) في الذيل: خلت أوصاله أوصابه.
(٩) أ: والورى براجل؛ ولا يستقيم الوزن بها.
(١٠) في الذيل: ويصيب اللبيب في لبابه.
(١١) أ: عمره في مشيبه وشبابه، ط: شيبته في صلاحه وشبابه، وهو مختل الوزن.
(١٢) أ: فيغدو سهلًا عليه مصابه، وفي الذيل: فيغدو شهدًا لديه إصابه، وهو تحريف حاول المحقق أن يصلحه في الهامش فقال: الظاهر: صابه. ولم يتنبّه للوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>