للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتراوسيس، وقنانيا، ويودس، وزكريا يوطا، وهذا هو الذي دلّ اليهود على عيسى.

قال ابن إسحاق: وكان فيهم رجل آخر اسمه سرجس كتمته النصارى، وهو الذي أُلقي شبه المسيح عليه فصُلِب عنه. قال: وبعض النصارى يزعم أن الذي صُلب عن المسيح وأُلقي عليه شبهه هو يودس بن زكريا يوطا. والله أعلم.

وقال الضحاك، عن ابن عباس: استخلف عيسى شمعون، وقتلت اليهود يوذا (١) الذي ألقي عليه الشبه (٢).

وقال أحمد بن مروان: حدثنا محمد بن الجهم قال: سمعت الفَرَّاء (٣) يقول في قوله: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ٥٤] قال: إن عيسى غاب عن خالته زمانًا فأتاها، فقام رأس الجالوت اليهودي، فضرب على عيسى حتى اجتمعوا على باب داره، فكسروا الباب، ودخل رأس جالوت (٤) ليأخذ عيسى، فطمس الله عينيه عن عيسى (٥)، ثمّ خرج إلى أصحابه فقال: لم أره. ومعه سيف مسلولٌ، فقالوا: أنت عيسى. وألقى الله شبه عيسى عليه، فأخذوه فقتلوه وصلبوه. فقال جلَّ ذِكْرُه: ﴿وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [النساء: ١٥٧].

وقال ابن جرير (٦): حدّثنا ابن حميد، حدّثنا يعقوب القُمِّي، عن هارون بن عنترة، عن وهب بن منبه قال: أتى عيسى ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت، فأحاطوا بهم، فلما دخلوا عليهم صوَّرهم (٧) الله كلّهم على صورة عيسى، فقالوا لهم: سَحَرْتمونا، لتُبْرِزُنَّ إلينا (٨) عيسى أو لنقتلنَكم جميعًا، فقال عيسى لأصحابه: من يشتري منكم (٩) نفسه اليوم بالجنة؟ فقال رجل منهم: أنا، فخرج إليهم فقال: أنا عيسى، وقد صوَّره الله على صورة عيسى، فأخذوه فقتلوه وصلبوه، فمن ثَم شُبّه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى. وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى، ورَفَعَ اللهُ عيسى من يومه ذلك.


(١) في ط: يودس. وفي مختصر تاريخ دمشق بوذا.
(٢) الخبر في مختصر تاريخ دمشق (٢٠/ ١٣٩).
(٣) معاني القرآن (١/ ٢١٨). وفيه اختلاف عما هاهنا.
(٤) في ب: الجالوت. وكذلك في مختصر تاريخ دمشق.
(٥) في ب: فوقع يمشي ثم خرج ..
(٦) تفسيره (١٠/ ٦).
(٧) كذا في ط. وهو موافق لما في تفسير الطبري. وفي أ: عليه صورهم.
وفي ب: عليه صوره.
(٨) في ب: ليبرز لنا. وفي تفسير الطبري: لتبرزن لنا.
(٩) قوله: منكم، زيادة من ب و ط. وفي تفسير الطبري نفسه منكم.