للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأهله، وقد درس وهو صغير بالدماغية، ثم ولي قضاء القدس، ثم بَهَسْنا (١)، ثم ولي قضاء حلب، ثم عاد إلى المحلة، ثم ولّي قضاء القاهرة، ثم قدم على قضاء الشام مع تدريس العادلية والغزالية وغيرهما، وكان من حسنات الزمان وأكابر العلماء الأعلام، عفيفًا نزهًا بارعًا محبًا للحديث وعلمه وعلمائه (٢)، وقد خَرَّجَ له شيخُنا الحافظُ المِري أربعين حديثًا متباينة الإسناد، وخرَّج له تقي الدين عُبيد بن عتبة الاسعردي (٣) مشيخةً على (حروف) المعجم، اشتملت على مئتين وستة وثلاثين شيخًا.

قال البرزالي: وله نحو ثلاثمئة شيخ لم يُذْكَروا في هذا المعجم، توفي (٤) يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان، عن سبع وستين سنة، وصُلّي عليه ودُفن من يومه بتربة والده بسفح قاسيون. رحمه الله تعالى. الأمير علاء الدين الأعمى (٥).

(ناظر القدس وباني كثيرًا من معالمه اليوم، وهو الأمير الكبير علاء الدين) أَيْدَكِين بن عبد الله الصالحي النَّجْمي، كان من أكابر الأمراء، فلما أضرَّ أقام بالقدس الشريف وولي نظره معمره ومثمره (٦) وكان مهيبًا لا تخالف مراسيمه، وهو الذي بنى المطهرة قريبًا في مسجد النبي (٧) ، فانتفع الناس بها (٨): بالوضوء وغيره، ووجد بها الناس (٩) تيسيرًا، وابتنى بالقدس (١٠) رُبطًا كثيرة، وآثارًا حسنة، وكان يباشر الأمور بنفسه، وله حرمة وافرة، توفي في شوال منها (١١).

الوزير (١٢) شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الرجاء التَّنوخي (١٣)، المعروف بابن السَّلْعوس (١٤)، وزير الملك الأشرف.


(١) بعدها في ب: من، ثم لفظة: لاتبين.
(٢) أ: وعلمه وعلمائهم؛ وفي ب: وعلومه وعلمائه.
(٣) أ: ابن عتبة الإسعردي، وفي ب: ابن عبيد الإسعردي. وسعرت أو سعرد أو اسعرت: من أعمال إرمينية تقع فوق مصب نهر بدليس. بلدان الخلافة (١٤٥ - ١٤٦).
(٤) ب: وكانت وفاته.
(٥) ترجمة - علاء الدين الأعمى - في المختار من تاريخ ابن الجزري (٣٦٧) واسمه فيه: طبرس. وفي تاريخ الإسلام (١٥/ ٧٧٠) والدليل الشافي (١/ ١٦٦) والأنس الجليل (٢٧٠) واسمه في المصادر الثلاثة الأخيرة: ايدغُدي.
(٦) أ، ب: فعمره وثمره.
(٧) ب: بالمسجد النبوي.
(٨) أ، ب: بها في الوضوء.
(٩) أ: ووجد الناس بها.
(١٠) ب: ويسره أثابه الله وأنشأ بالقدس.
(١١) ب: من هذه السنة.
(١٢) ب: الوزير الكبير.
(١٣) أ وط: الرجال، وما هنا عن ب ومصادره.
(١٤) ترجمة - ابن السلعوس - في مختصر أبي الفداء (٤/ ٣١) وتاريخ ابن الجزري (٣٦٨) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٧٧٧) والإعلام (٢٩٠) والإشارة المنتقى من تاريخ الإسلام (٣٨١) والعبر (٥/ ٣٨٠) =

<<  <  ج: ص:  >  >>